عبداللطيف الملحم

من أكبر المتناقضات التي عرفها الكثير عن دولة كندا، هو قيامها وعلى مدى عقود طويلة بعمليات التعقيم القسري لنساء من السكان الأصليين في كندا. ورغم أن غيرهم تعرض لنفس العملية، إلا أن الهدف كان نساء السكان الأصليين في محاولة منهم للحد من أعداد من يرون أنه قليل التفاعل مع متطلبات الحياة اليومية وقليل الذكاء. وبهذا لا تستطيع النساء اللاتي خضعن لتلك العمليات من الإنجاب.

ولكن وعلى النقيض من ذلك أعلنت كندا قبل فترة وجيزة حاجتها لاستقبال مليون مهاجر على مدى ثلاث سنوات؛ لسد النقص في عدد السكان، والذي يرجع سببه هو أن جزءا من سكانها كبار في السن. ويعود سبب ذلك هو التناقص المستمر لعدد الأطفال في كل أسرة، في وقت تعتبر دولة كندا ثاني دولة في العالم من حيث المساحة التي تبلغ حوالي 10 ملايين كيلو متر مربع وسكان أقل من 37 مليون نسمة. ولهذا وبالرغم من حاجة كندا لزيادة سكانها، ولكنها في نفس الوقت لا تقوم بتسريع طلبات اللجوء التي تأتيها من أمريكا والتي هي في الحقيقة من أناس أغلبهم يعيشون في أمريكا بصورة غير شرعية، ومعظمهم من دول أمريكا الجنوبية، ويتم التدقيق على كل صغيرة وكبيرة عنهم، ولكن وفي نفس الوقت ما إن تكون هناك حالة شاذة فردية يكون فيها اسم المملكة، إلا وترى قيام حكومة كندا بالقفز على كل قرار. ويكون طالب أو طالبة الهجرة إلى كندا محط أنظار كل وسيلة إعلامية وسط اهتمام سياسي من أعلى سلطة في كندا لتبني أي مهاجر أو مهاجرة من المملكة، حتى لو كانت أسباب طلب الهجرة واهية وغير دقيقة وتفتقد إلى الكثير من الحقائق، بل أنك ترى من يصل لهم من الأعداد التي لا تتعدى أصابع اليد يصلون على متن أفضل الخطوط الجوية وعلى الدرجة الأولى. وهذا أمر يناقض بديهيات من يصل كلاجئ.

في الحقيقة، دعونا نكون واقعيين فيما يخص كندا الحكومة. فمنذ فترة ليست بالقصيرة وكندا تتصيد لأمور نراها تحدث وبكثرة في العالم الخارجي وبصورة أقل بكثير في مجتمعنا، ولكن العيون الكندية موجهة نحو المملكة في ظاهرة غريبة. ويتحدث - وللأسف - كثير من المسؤولين في كندا بكل سذاجة، وكأن العالم طلب منهم التدخل في مجتمعاتها.