إسلام فرج

حذرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية من عواقب عدم الاستقرار السياسي في غواتيمالا، موضحة أنه قد يؤجج حركة الهجرة إلى الولايات المتحدة. ومضت الصحيفة تقول: في المرة الأخيرة التي حاول فيها رئيس غواتيمالا تجميد لجنة مكافحة الفساد المدعومة من الأمم المتحدة، والتي كانت تحقق معه، تدخلت الولايات المتحدة بسرعة.

» سحب المساعدات

وأضافت: في 2015، سافر نائب الرئيس جو بايدن إلى غواتيمالا للاجتماع مع الرئيس آنذاك أوتو بيريز مولينا، الذي اتهم بأنه جزء من برنامج فساد جمركي، وهدد بايدن بسحب المساعدات الأمريكية من جواتيمالا إذا رفض بيريز تمديد تفويض اللجنة لمدة عامين، وهي اللجنة التي موّلتها الولايات المتحدة، وينظر إليها على أنها نموذج ناجح لخفض الجريمة يمكن تكراره في جميع أنحاء العالم. وأردفت: لكن هذا الأسبوع، عندما طرد الرئيس الحالي جيمي موراليس فجأة اللجنة بينما كان في منتصف التحقيق في تمويله غير المشروع للحملة الانتخابية، ترددت إدارة الرئيس دونالد ترامب. ومضت تقول: في حين أدانت كندا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بشدة طرد اللجنة، وهو عمل يتحدى الأحكام الصادرة عن أعلى محكمة في البلاد، أصدرت الولايات المتحدة بيانًا من 4 عبارات أعربت فيه عن دعم غامض لجهود مكافحة الفساد في جواتيمالا، دون أي ذكر للجنة على الإطلاق.

» ضعف استجابة

وعزت الصحيفة الاستجابة الضعيفة لواشنطن إلى عدة عوامل، منها أن غواتيمالا بذلت جهدها في التودد للمحافظين بواشنطن في السنوات الأخيرة، وأوضحت أنها كانت واحدة من بعض الدول، التي حذت حذو الولايات المتحدة في نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في العام الماضي.

وأضافت: منذ عام 2017، كان لقادة الحكومة ورجال الأعمال في غواتيمالا عقود تبلغ قيمتها مليوني دولار على الأقل مع جماعات الضغط في واشنطن، وفقًا لوثائق الحكومة الأمريكية، وتابعت: مع ذلك، يقول الناشطون المؤيدون للديمقراطية «إن التطورات السياسية الأخيرة في جواتيمالا تتعلق أكثر بكثير من مجرد اللجنة المثيرة للجدل».

» احترام القانون

ونقلت الصحيفة عن الأستاذة في دراسات أمريكا اللاتينية بجامعة جورج ميسون، جو ماري بيرت، قولها: إن مثل هذه الإجراءات تشكك في احترام حكومة غواتيمالا لحكم القانون واستقلال القضاء. وأضافت بيرت: هذا هو انقلاب بطيء الحركة، ما تراه هو هجوم منظم ضد كل مؤسسة فردية تحاول الدفاع عن سيادة القانون والدستور، مشيرة إلى أن إدارة ترامب قصيرة النظر إذا لم تقدر كيف أن عدم الاستقرار السياسي في غواتيمالا قد يشعل مزيدًا من الهجرة نحو الشمال. وتابعت تقول: إننا نتحدث عن هذه الأزمة على الحدود دون الحديث عما يسببها، وهي أزمات مثل تلك التي تحدث في غواتيمالا.