محمد البكر

مذيعة تعمل في قناة أوروبية ناطقة بالعربية. مهمتها رصد كل ما يسيء للمملكة ومجتمعها. لا أتحدث عنها تحديدا، إنما لتعريف القارئ بمواقفها السلبية المتماشية مع أجندات «بعض» القنوات الأوروبية. فقبل أيام ردحت تلك المذيعة كما ردحت تلك القنوات في قضية الفتاة السعودية التي أوقفتها الشرطة التايلاندية لعدم حملها تذكرة عودة أو حجوزات إقامة. فرغم أنها قضية عائلية، إلا أنهم تعمدوا إبرازها كقضية حرية!.

تصرف هذه القنوات، وتلك المذيعة بالذات ليس مصادفة فهذا ديدنهم وليس في ذلك غرابة، إنما الغرابة في نجاحهم بجر عدد من المثقفين السعوديين للدخول في نقاشات عقيمة حول حرية الفتيات السعوديات وهروبهن. كلام لا يستحق الرد من عامة الناس فما بالنا وقد دخل الحلبة بعض الكتاب والمثقفين.

كان يمكن لمثقفينا الإشارة إلى أن عدد العائلات السعوديات التي تغادر للسياحة كل عام يزيد على مائة ألف عائلة، كثيرون منهم يزورون الولايات المتحدة والعواصم والمدن الغربية الكبرى. فهل كانت تلك العائلات تراقب بناتها صباحا ومساء كي لا يهربن كما تزعم تلك القنوات!؟ الفتيات السعوديات يتسوقن في الأسواق الشعبية والأزقة المنزوية كما في الشوارع الشهيرة كالشانزليزيه وأكسفورد ومونتينا بوليوني وفيفث افنيو مستمتعات بحياتهن، فلماذا لم يهربن!؟ لماذا لم يطالبن بالحرية التي تعزف تلك القنوات على أوتارها!؟ لماذا لم يتجهن للسفارات لطلب اللجوء السياسي!؟. عشرات الآلاف من الفتيات المبتعثات في تلك الدول وغيرها يدرسن ثم يعدن لبلادهن، والسؤال يتكرر لماذا لم يبقين هناك!؟ من الواضح للجميع ما عدا تلك القنوات ومذيعيها بأن من يدعين تعرضهن للخطر لسن إلا حالات نادرة تخضع لظروف أسرية أو فكرية لا تستحق تسليط الضوء عليها أو تعميمها.

قنوات فقدت مصداقيتها تعمل وفق أجندات «عابرة للقارات» لا يهم مذيعيها إن كانت مداخيلهم آخر كل شهر بالدولار أو اليورو أو الريال العنابي.. ولكم تحياتي