محمد البكر

كتبت بالأمس عن مشروع تطوير وسط العوامية. لكن كيف كان حال ذلك الحي قبل تطويره!؟. هذا الحي سبق وأن هجره معظم سكانه وانتقلوا لمناطق حديثة، بينما بقيت منازلهم المتهالكة مهجورة ليستفيد منها الخارجون عن القانون من إرهابيين وتجار سلاح ومروجي مخدرات وبائعي خمور. هؤلاء وإن اختلفت أجنداتهم إلا أنهم اتفقوا على شيء واحد وهو إلحاق الضرر بالدولة والمجتمع. وقد اختاروا هذا المكان الموبوء كون أزقته ضيقة جدا لا يمكن للسيارات مهما كان حجمها المرور بينها، ناهيك عن أن منازلها متداخلة بينها فتحات وربما انفاق تسمح بتنقل المجرمين بكل سهولة. مما وفر لهم بيئة خصبة لتخطيط جرائمهم الإرهابية بعيدا عن رجال الأمن. وحين حاولت الأجهزة الأمنية إدخال بعض أفرادها بين الأزقة تعرضوا لإطلاق نار من على سطوح تلك المباني فاستشهد بعضهم وأصيب البعض الآخر.

لقد خضعت معظم أجزاء ذلك الحي في السنوات الأخيرة لسيطرة تلك العصابات التي كانت تضم مواطنين مغرر بهم ومعهم بعض العرب والآسيويين، مستفيدين من طبيعته ومن «طول» بال الجهات الأمنية وحكمتهم في التعامل مع ذلك الوضع الخطير. ورغم أن لكل عناصر من تلك العصابات أجندتهم، إلا أنهم التقوا عند هدف واحد وهو ترويع الناس وإلحاق الضرر بالدولة والمجتمع.

عندما فكرت الحكومة في تطوير هذه المنطقة، خصصت ما يقارب مليار ريال تعويضا لأصحاب تلك العقارات، فكان التعويض مجزيا رغم أن معظم المنازل وكما قلت كانت مهجورة. وقد استفادت العديد من الأسر الفقيرة والورثة من تلك التعويضات التي نقلتهم من خانة المحتاجين لخانة الميسورين.

كان من الطبيعي أن تتعرض معدات وعمالة مقاول الهدم والإزالة للاعتداءات المسلحة من قبل تلك العصابات؛ لأنهم سيتضررون من تدمير أوكارهم وستعريهم أمام الجهات الأمنية. ومع ذلك تم الهدم ونجحت الجهات الحكومية المعنية في نقل وسط العوامية من الظلام إلى النور. فدولة القانون والعدل والأمان تعرف كيف تتعامل مع هذه الشرذمة أو غيرها من العصابات الإرهابية والمجرمة.. ولكم تحياتي