محمد العويس - الأحساء

«قصر إبراهيم»

قصر إبراهيم أحد المواقع التاريخية الهامة في محافظة الأحساء، ويقع في الجزء الشمالي من حي الكوت، الذي يعتبر أحد أقدم الأحياء في المنطقة، وكان يشكل جزءا من سور المدينة الشمالي، الذي تم بناؤه في فترة الاحتلال العثماني الأول ما بين عام 956هـ وعام 1091هـ.

» أصل التسمية

قال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء خالد الفريدة لـ «اليوم»: إن الروايات اختلفت عن أصل تسميته بـ (قصر إبراهيم)، حيث إن هذا الاسم أطلق على القصر خلال القرن الرابع عشر الهجري، وهو اسم لا يمت بأية صلة لأي شخصية تاريخية، وذكر أن التسمية تنسب إلى إبراهيم عفيصان أمير الأحساء في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد ويعتقد أنها الأقرب.

» تاريخ البناء

وقال: تاريخ بناء القصر الذي تقدر مساحته بـ 16،500م يرجع إلى عهد الجبرين الذين كانوا يحكمون الأحساء قبل قدوم العثمانيين، وقام العثمانيون في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم وأقاموا سور الكوت، بعدها شهد القصر حدثا تاريخيا مهما وخالدا، إذ إن المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه، استطاع السيطرة عليه وما فيه من جنود وعتاد في أول يوم استرجع فيه الأحساء من قبضة العثمانيين، وذلك في ليلة الإثنين الموافق 28/‏‏‏5/‏‏‏1331هـ، وبذلك أصبحت هذه القلعة شاهد إثبات على نقطة التحول بين فترتين زمنيتين متباينتين بين الحكم العثماني التي انتشر فيها الفوضى والظلم، وبين فترة الحكم السعودي التي ساد فيها العدل والأمن في ربوع الأحساء وغيرها من مناطق المملكة على يد القائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه.

» مسجد القبة

يقع في الركن الجنوبي للقصر، وقد بناه علي باشا حاكم الأحساء ما بين (972هـ - 979هـ)، وقد افتتح للصلاة في مايو 1571م، وأهم ما يميز المسجد مئذنته الشاهقة الارتفاع والجميلة الطراز، والتي يصعد إليها بدرج حلزوني شيد من الحجارة، وسمي بمسجد القبة لضخامة قبته.

» مقصورة القيادة

عبارة عن أربع غرف، اثنتان منها في الأسفل واثنتان في الأعلى وبين كل غرفتين رواق للاستقبال، والمقصورة احتلت مكانا إستراتيجيا تشرف من خلاله على كافة أجزاء القصر، فيما أقيمت على يمين وشمال المقصورة مهاجع الجنود.

» حمام البخار

مبنى مربع الشكل سقفه عبارة عن قبة كبيرة كان يعمل بنظام حمامات البخار الإسلامية، حيث البركة الرئيسية وحولها الأروقة المدببة، ويجلب الماء إليها من البئر الموجودة بالقصر.

» جناح الخدمة

يقع على امتداد السور الغربي للقصر من الداخل وشيد هذا الجزء لأجل خدمات إعداد الطعام للجند، وأقيم فيه عدة أفران للخبز أو الطبخ وبجواره يظهر المدخل الثاني للقصر المؤدي إلى براحة الخيل.

» الأبراج

وهي ثمانية، شيدت الأربعة التي في أركان القصر على شكل مستطيل، أما الأربعة الأواسط فهي دائرية الشكل وكانت تستخدم لأغراض الحماية وإطلاق النار، وشيد البرج الشمالي الغربي بشكل كبير وقوي حتى يتحمل ثقل المدفع الموجود عليه.

» غرفة الاتصالات

تقع غرب مقصورة القيادة وأنشئت في عهد المغفور له الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ووضع فيها أقدم تلكس وصل إلى الساحل الشرقي، حيث كان قصر إبراهيم مقرا للعساكر والاتصالات الإدارية في تلك الجهة المهمة والحيوية من المنطقة الشرقية.

» تطوير القصر

وقال خالد الفريدة: وقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري مع مكتب استشاري لإعداد دراسات تطويرية لعدد من المواقع في الأحساء وهي: قصر إبراهيم ووسط العيون، والمدرسة الأميرية، وبيت البيعة، وقصر خزام، وقصر صاهود، وميناء العقير التاريخي، وعين نجم، ومسجد جواثا، وقصر محيرس.