مصطفى الأغا يكتب:

كلنا تابعنا المباراة الافتتاحية لنهائيات أمم آسيا 17 بين الإمارات صاحبة الأرض والجمهور، والبحرين التي لم تكن مرشحة للعب أدوار قوية أو متقدمة في البطولة، وحتى أكون أمينًا مع نفسي، فحتى الإمارات لم تكن مرشحة من قبل الإماراتيين أنفسهم نظرًا للمباريات الودية التي لعبها الإيطالي زاكيروني، والتي لم تعجب غالبية الجمهور، لا في نتائجها ولا في طريقة اللعب، بينما جاء البحريني في ظل صمت شبه مُطبق، وبدون ضجة باحثًا عن ترك بصمة، وهو ما فعله في المباراة الافتتاحية التي كاد يخرج فائزًا بها، وبعدها بات مرشحًا للمنافسة على صدارة هذه المجموعة التي أعتبرها الأضعف بين بقية المجموعات مع كامل احترامي للمنتخبات الأربعة المشاركة، ولم يكن مستوى المباراة الافتتاحية عاليًا ولا يعكس بأية حال من الأحوال قوة القارة الآسيوية أو مستويات منتخباتها الكبيرة.

ومَن تابع وجوه وتعليقات وآراء المحللين الإماراتيين عقب المباراة الأولى سيجد كمية كبيرة من الغضب والعتب والإحباط، وحتى التشاؤم من مسيرة المنتخب في أمم آسيا، خاصة أنهم مدركون جيدًا مدى قوة بقية المنتخبات مثل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والسعودية وسوريا والعراق وإيران، وبالتالي باتوا يحسبون منذ الآن حساب مباراة الدور الثاني في حالة التأهل الذي بات البعض يشكّك فيه.

أنا شخصيًا ضد التشاؤم المفرط، وضد التفاؤل المبالَغ به، وأنا مع الواقعية.. والواقعية تقول إننا ما زلنا بعيدين عن الاحتراف الحقيقي الموجود في اليابان وكوريا وأستراليا، وما زلنا نتوقع النتائج قياسًا على منتخباتنا حصرًا بدون دراسة الآخرين دراسة عميقة، وبدون منح الآخرين ما يستحقونه من احترام كروي، وهذه حقيقة لا يمكننا إنكارها.

شخصيًا أرى أن وجود 11 منتخبًا عربيًا في بطولة تضم 24 منتخبًا يحتم علينا التواجد في المراكز الأربعة الأولى بأكثر من منتخب؛ لأننا نصف المتواجدين، ومن غير المعقول أن نترك الصدارة لليابان أو أستراليا أو كوريا الجنوبية أو إيران، مع التسليم بأن هذه المنتخبات قوية جدًا، ولكننا عدديًا أكبر، وأيضًا تاريخيًا، فلدينا بطلان سابقان لآسيا هما السعودية والعراق، ولدينا وصيف سابق هو الإمارات، ولدينا سوريا والأردن والبحرين وفلسطين ولبنان واليمن وقطر وعمان، ولكها منتخبات (باستثناء اليمن وفلسطين) التي أراها قوية وقادرة، رغم ظروفها، على صناعة الفارق لو أرادت.