عبدالعزيز العمري - جدة

لا تزال منطقة جدة التاريخية الوجهة الأولى للسياح من داخل المملكة وخارجها، ومتنفسا يوميا لأهالي جدة لما تتميز به من عبق تاريخي قديم مُشاهد وملموس وباقٍ حتى الآن، ولا تزال المنطقة التاريخية مُحافظة على هويتها التاريخية في مبانيها من الرواشين والطراز العمراني الفريد، التي كان لها الدور في انضمامها لقائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو، لتكون وجهة عالمية للعديد من سياح العالم.

تتميز منطقة جدة التاريخية بمبانيها القديمة البالغة 600 مبنى تاريخي مُصنف، منها 400 مبنى داخل منطقة الحماية الأولى و200 مبنى متفرقة، فيما تبلغ مساجدها التاريخية 36 مسجداً، إضافة إلى أسواقها المتعددة، التي لا يزال سكان جدة وزوارها يتوافدون بأعداد كبيرة للاستمتاع والتسوق فيها، ومنها سوق العلوي وسوق البدو وسوق قابل وسوق الندى، إلى جانب عدد من الخانات التاريخية التي تسمى القيصرية، فيما يُعد بيت نصيف أحد أهم المعالم الأثرية في جدة، حيث اكتسب أهمية منذ أن نزل الملك عبدالعزيز في ضيافة الشيخ عمر نصيف، وفيه بايع أهل جدة الملك عبدالعزيز، -طيّب الله ثراه-، وكان ذلك عام 1925م، ويعود بناء البيت إلى عام 1289هـ واستمر بناؤه عشر سنوات وقد أهداه نصيف للدولة، التي بدورها قامت بترميمه أكثر من مرة. ويُحيط بجدة القديمة سور من جميع جهاتها، وبه 7 بوابات ربطت جدة القديمة بالعالم الخارجي آنذاك، وبنيت البوابات على مراحل وفق الضرورة وهي باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف، وباب جديد، وباب البنط، وباب المغاربة، أضيف إليها في بداية القرن الحالي باب جديد وهو باب الصبة.

فيما تمتاز بيوت جدة بطراز معماري فني فريد يندرج ضمن النمط المعماري السائد في منطقة الحجاز، الذي يتسم بالقوة والمتانة والصلابة، ويتخذ شكلاً يدل على الهيبة والشموخ والصمود، والناظر إلى هذه البيوت يرى واقع تراثنا الأصيل المتوزع في حواريها الأربع العتيقة، ومن أشهر تلك البيوت دار آل نصيف ودار آل جمجوم في حارة اليمن، ودار آل باعشن وآل قابل ومسجد الشافعي في حارة المظلوم، ودار آل باناجة وآل الزاهد في حارة الشام، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحال جيدة بعد مرور عشرات السنين.

ومن أشهر الأحياء فيها حارة المظلوم وحارة الشام وهي الجزء الشمالي داخل السور، وحارة اليمن وهي الجزء الجنوبي من السور، وحارة البحر وهي الجزء الذي يقع على البحر ويضم العديد من المنشآت البحرية.

وتشهد منطقة جدة التاريخية العديد من الفعاليات والمهرجانات طوال العام لتكون عامل جذب سياحي للمنطقة بشكل عام.