عبداللطيف الملحم

في الأيام القليلة الماضية سجل جسر الملك فهد الذي تم افتتاحه قبل أكثر من 30 عاما معدل مرور بلغ أكثر من 100 ألف مسافر يوميا. وكان مجموع المسافرين أيام الخميس والجمعة والسبت قد بلغ 320 ألف مسافر. وهذا أمر ليس بالجديد، بل كان متوقعا. ورغم تذمر الكثير من طول وقت الانتظار إلا أن الحق يقال بأن الكل في الجسر بذل قصارى جهده؛ لتسريع إنهاء الإجراءات الخاصة بالعبور سواء جوازات أو جمارك. وكما هو معلوم، ففي كل الدول فإن زحمة العبور عبر أنفاق أو جسور أو طرق رئيسية في أوقات الذروة، فالزحمة أمر اعتيادي حتى لو لم تكن هناك إجراءات جوازات أو جمارك. ورغم ذلك فالكل يسأل إن كان هناك حل للازدحام على جسر الملك فهد؟.

الواقع يقول: إن الحديث عن جسر الملك حديث ذو شجون. فالكثير كتب والكثير تحدث. وبالطبع الدولة مشكورة من خلال الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة التي بذلت الكثير لحل معضلة الازدحام. فمنذ افتتاح الجسر تم تغيير نمط التعامل وتسريعه وتمت زيادة الكبائن وزيادة العاملين. ومع ذلك ما زلنا نرى الازدحام. وفي الوقت الحالي لم يتبق سوى خيارين كمحاولة جادة لتخفيف الزحام. والخيار الأول هو أن يتم التعامل مع آلية المرور من خلال نقطة واحدة فيما يخص الجوازات والجمارك. وأما الخيار الثاني والذي يتطلع إليه الجميع، فهو إعادة فتح ميناء الخبر.

إن إعادة فتح ميناء الخبر سيكون له مردود كبير ليس فقط تخفيف الازدحام على جسر الملك فهد، بل سيكون له مردود اقتصادي وسياحي وتوظيفي. فحاليا من الممكن استخدام السفن السريعة بين ميناء الخبر ومملكة البحرين للتنقل، وفي نفس الوقت تكون الرحلة البحرية للنزهة والاستمتاع بجمال الطبيعة البحرية. وبهذا نستطيع تحقيق أكثر من هدف. والأهم من ذلك هو أن إعادة تشغيل الميناء التجاري بالخبر هو جزء من التوسع في البنية التحتية لمدينة الخبر، والميناء أيضا جزء من التاريخ الجميل لهذه المدينة الحديثة. ومن الأمور المهمة في إعادة تشغيل ميناء الخبر هو أنه من الممكن أن يكون عاملا مساعدا للتبادل التجاري، من خلال نقل البضائع على متن سفن لتخفيف الضغط على جسر الملك فهد، خاصة للبضائع التي لا تحتاج إلى شاحنات كبيرة. وهذا بدوره سيقلل مدة انتظار الشاحنات على الجسر.