خليل الفزيع

عندما أعلنت اليونسكو، الأحساء، ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، كانت فرحة الأهالي كبيرة، وأقيمت بهذه المناسبة احتفالية ضخمة، وبحضور كثير من المسئولين والمواطنين، وحينها تساءل المواطن في الأحساء، ماذا يعني ذلك، إنه يعني بالضرورة أن الأحساء أصبحت قبلة للسياحة الداخلية والخارجية، فالكل سيبحث عن مقومات هذا التأهيل العالمي، وعن هذا التراث الأحسائي وأبرز معالمه، لكن كيف يتحقق ذلك ومطار الأحساء بوضعه الحالي المتواضع، هل سيتم وصول السائحين إلى مطار الملك فهد بالدمام، ثم نقلهم بالباصات إلى الأحساء، وهل هذا الوضع مريح للسائحين، أم هو عامل طرد لهم، للمشقة المترتبة على ذلك، بالنسبة لهؤلاء السائحين؟!

وجاءت المفاجأة السارة الثانية وهو إعلان الأحساء وجهة سياحية، وزاد حجم التساؤل نفسه: كيف تستقبل الأحساء السياح بمطار شبه معطل؟ ربما كان جاهزا لاستقبال الرحلات الإقليمية والدولية، لكن أين هذه الرحلات في الوقت الحالي؟ إلى أن جاء إعلان مطار الأحساء كمطار دولي، وهاهي الأيام تمضي دون أن يطرأ على مطار الأحساء أي مظهر من مظاهر تحوله إلى مطار دولي، وظل الحال على ما هو عليه، وكل نشاطه مجرد رحلات الخطوط السعودية إلى جدة فقط دون سواها من المدن، ورحلات طيران أرامكو التي تقتصر على موظفيها فقط دون غيرهم من المسافرين، مع أن قوافل الحافلات لا تكاد تنقطع بين الأحساء والمدينة المنورة ومكة المكرمة للزيارة والعمرة، وبطبيعة الحال لا يمكن القول إن رحلات الطيران إلى المدينة المنورة غير مجدية اقتصاديا، كذلك رحلات الوافدين العاملين في الأحساء إلى أوطانهم، وعددهم كبير جدا، ولا فرصة لهم للسفر إلا عبر مطار الدمام، فلماذا مطار الدمام؟ مع أن تطوير مطار الأحساء أوفر لهم وأكثر راحة من السفر إلى الدمام ومنها إلى الجهات التي يريدون السفر إليها، وكذلك الحال بالنسبة لأهالي الأحساء الذين يعتمدون على مطار الدمام حين رغبتهم في السفر إلى الخارج، وكما قال أحدهم لولا رحلات طيران أرامكو لأصبح هذا المطار مكانا شبه مهجور. ويبدو أن الجهة الرسمية المسئولة عن الطيران المدني لا تريد أن تأخذ في اعتبارها تطوير مطار الأحساء ليواكب المستجدات، مع أن الأحساء تستحق حتى دون هذه المستجدات أن يكون لها مطارها الدولي الذي يعبر عن نهضتها وتطورها وكثافتها السكانية، خاصة وأن هذا المطار كان في الماضي يستقبل رحلات دولية، لأكثر من شركة طيران محلية وخليجية، لكن حركة الطيران في مطار الأحساء تراجعت في الوقت الذي يفترض فيه أن تزيد وتتطور تبعا لحاجة وتطور المحافظة، وليس معقولا أن أن يستعين أهالي الأحساء والوافدون العاملون فيها بمطار الدمام لبعد المسافة بين المدينتين، كما أن الأحساء مقبلة على تطور سياحي كبير أبرز مقوماته هو تطويرالمطار دون شك، ودون تطوير هذا المطار لن تقوم للسياحة في الأحساء قائمة، ولسنا بحاجة للتذكير بالمعاناة التي يتكبدها أهالي الأحساء إذا ما أرادوا السفر لأي جهة داخلية أو خارجية، وهو الأمر الذي يسبب لهم الكثير من الإزعاح وعدم الارتياح، إذا أخذنا في الاعتبار أخطار الطريق من الأحساء إلى الدمام، وهدر الوقت في ذلك.

وكما قلنا: إن الأحساء تمر بنهضة شاملة - ولله الحمد - شأنها في ذلك شأن بقية المناطق والمحافظات في بلادنا المترامية الأطراف، فهي مؤهلة لأن يكون مطارها الدولي على المستوى المطلوب؛ لمواكبة هذا التطور.

فمتى يتطور مطار الأحساء يا أصحاب القرار في الطيران المدني.. متى؟