صفاء قره محمد ـ بيروت

الحريري مستاء وفضل التزام الصمت

تتعدد العقد والسبب واحد والنتيجة واحدة، «لا حكومة في لبنان» قبل رأس السنة، وربما أبعد من ذلك بأسابيع وأشهر، فمهما اختلفت العقد يبقى «حزب الله» المعرقل الأول والأخير من توزير سنة 8 آذار وصولاً إلى ما يسمى بـ«العقدة الباسيلية»، لأنه باختصار لا يمكن لحليف التيار «الوطني الحر» أن يعرقل التأليف، في الوقت الذي يريد فيه «حزب الله» تأليف الحكومة. وطالما باسيل أخذ الضوء الأخضر فلا تنتظروا أيها اللبنانيون.

» الحريري مستاء

وعلمت «اليوم» أن «الرئيس المكلف سعد الحريري مستاء جدا لما جرى، ولهذا فضّل التزام الصمت ومغادرة لبنان في إجازة مفتوحة ريثما يتمّ التوافق بين أطراف النزاع سواء لجهة اسم الوزير السني لفريق 8 آذار، والذي سيمثل اللقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية في الحكومة أو لجهة عقدة الثلث الحاكم».

» تعطيل الحكومة

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين في تصريح لـ«اليوم» أن «حزب الله ليس عاجزاً عن تشكيل الحكومة وإصدار مراسيمها يوم غد، ولا أرى بما يسمى بالعقدة الباسيلية هي عقدة من خارج مظلة الحزب، لو كان حزب الله فعلاً مهتما بتشكيل هذه الحكومة لما كان هو أول من طرح عقدة توزير سنة 8 آذار، والذي كان واضحاً أن الغاية من ورائها ليس توزير سني من سنة 8 آذار بقدر ما هو تأجيل تشكيل الحكومة لأسباب تتعلق به».

» إرباك وجودي

ويقول الأمين: «أنا أميل إلى الفكرة التي تقول إن حزب الله مربك حيال التحديات التي تواجهه محلياً وإقليمياً، وينعكس هذا الإرباك في أدائه في مسألة تشكيل الحكومة، فلا هو يرى في الاستمرار بالوضع القائم على ما هو عليه حلاً لمعضلاته أو يساعد على حل معضلاته، ولست مطمئنا أن تشكيل الحكومة لما يمكن أن يلي هذا التشكيل، ولذلك أميل إلى أن الحزب يعيش لحظة إرباك وجودي أكثر مما هي مسألة تتصل بأن الوزير جبران باسيل يعرقل تشكيل الحكومة».

ويضيف الأمين: «حجم مستوى العلاقة بين حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون، كما أن الوصاية التي يمارسها الحزب في لبنان لا تجعل أي منصف يميل إلى القول إن الحزب عاجز أن يلعب دورا أساسيا ومحوريا لتصدر مراسيم الحكومة يوم غد، أي أن حزب الله من يعطل تشكيل الحكومة باختصار».