حصة الدوسري - الدمام

انتشرت في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات تطوعية للتبرع بالدم، والتي تأتي بحسب وجود حالات طارئة يتم نقل الدم لها، وتكون مُطالبة بتوفير دم تعويضي عن الذي صُرِف لها من بنك الدم التابع للمستشفى، في حين استنكر مواطنون اشتراطات بعض المستشفيات التي تمنع المريض من الخروج إلا بتوفير دم تعويضي عن الذي تم استخدامه للحالة. بدورها، وقفت «اليوم» على نقص بنوك الدم، والأسباب التي تُلزِم من خلالها المريض بتعويض الدم المستهلك للحالة.

» حالة حقيقية

تحدثت مريم السبهان عن حالتها مع مستشفى الولادة والأطفال بالدمام قائلة: تعرضت لنزيف حاد بسبب إصابتي بمرض ألياف الرحم، حيث استدعى الأمر احتياجي لنقل دم في أسرع وقت مُمكن لانخفاض نسبة الدم في الجسم، وتم توفيره من بنك الدم التابع للمستشفى، مُشيرة إلى أنه تم تركيب وحدة دم لها، والوحدة الثانية رفضت إدارة المستشفى تزويدها بها إلى حين إيجاد متبرع يُغطي نقص البنك مما صُرِف منه. وأضافت: لم أستطع الخروج لمستشفى آخر حتى أستكمل العلاج، وتركيب وحدة دم جديدة، لكونهم اشترطوا علي إيجاد متبرع بغية السماح لي بالخروج، وبالفعل لم أستطع الخروج إلا بعد إيجاد متبرع بعد يومين، وكان ذلك عبر حملة تبرع تمت إثارتها في «تويتر».

» تسمم بدم مخثر

وأشارت هياء منصور لحالة شقيقتها التي كانت بحاجة لنقل دم سريع بعد عملية ولادتها، وذلك في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء، قائلة: تعرضت شقيقتي لحالة صعبة جدا في العناية المركزة إثر نقل دم مُخثر لها، تسبب لها بتسمم في الخلايا، رُغم أن المستشفى طالب بتوفير دم لنقله لها، ولكنه لم يُستخدم لها، ما أدى لبقاء الحالة ما يقارب أسبوعين، وقد ظهر أثر التخثر الذي تسبب بالتسمم على جسدها، كالكدمات، وبروز الأوردة الدموية.

» للحالات طارئة

وأشارت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية إلى أنه لا يتم إيقاف نقل الدم للحالات الطارئة والضرورية، في حين يتم توفير الدم في حال عدم توفره لفصائل نادرة، ومن الطبيعي الاستعانة بالجهات القريبة لتغطية النقص، أما طلب التعويض للمرضى وخاصة الفصائل النادرة فهو للمشاركة في تعويض الدم، وللتوجه لبنك الدم بهدف توعية الناس وحثهم بأهمية التبرع والتعاون في تثقيفهم ضمن رؤية وخطط الوزارة.

» محاصرة بالمدة

من جانبها، أكدت الإدارة العامة للتواصل والعلاقات والتوعية في وزارة الصحة أن بنوك الدم على مستوى العالم في احتياج دائم للمتبرعين، وذلك لسببين أولهما طبيعة الدم ومكوناته من حيث فترة التخزين، فأكياس الدم بعد التبرع يتم فصلها إلى أكياس كرات دم حمراء وصلاحيتها (42) يوما، وبلازما وصلاحيتها (12شهرا)، وأكياس صفائح دموية صلاحيتها (5) أيام، وعلى ذلك فإن مخزون الدم حتى في حالة عدم وجود طلب يلزم تجديده كل (42) يوما بالنسبة لكرات الدم الحمراء، وكل (5) أيام للصفائح الدموية، والسبب الثاني أنه لا يتم تصنيع الدم، والاعتماد الأساسي على التبرع بالدم، ولذلك فإن بنوك الدم في احتياج دائم للدم، خاصة وأن المتبرع هو المصدر الوحيد له، لذلك منوط بالبنوك تحفيز المجتمع على التبرع، في حين هناك فصائل نادرة فمن الممكن أن يكون المخزون يكفي الاحتياج العادي، ولكن هناك مريض يحتاج لفصيلة نادرة ويتم الاعتماد على قاعدة البيانات لدى بنوك الدم، ليتم الاتصال على المتبرعين بالدم المتعاونين من نفس الفصيلة، لتأمين الفصيلة المطلوبة.

» إخلاء مسؤولية

أما حول نشر بعض التغريدات للتبرع، فأخلت الوزارة مسؤوليتها عنها، مرجحة أنها اجتهادات شخصية من أفراد أو مجموعات هدفها المساعدة، لتعويض الدم المطلوب من المريض في المستشفيات، مُشيرة إلى أن نسبة التبرع الطوعي حاليا بلغت حوالي (40%) من الاحتياج، فيما بلغت نسبة التبرع التعويضي (60%) من الاحتياج، لذلك فإن بعض المرضى قد يلجؤون لبعض المشاهير، لإيجاد متبرعين تعويضيين لهم. وأشارت الوزارة إلى وجود خطة تسعى في الفترة الحالية لتحقيق هدف الوصول إلى (100%) تبرعا طوعيا عام (2020م)، تماشيا مع هدف منظمة الصحة العالمية. وتعمل «الصحة» مع الجهات ذات الصلة، وبمنسقي بنوك الدم بجميع المناطق والمحافظات على تحفيز وتشجيع ثقافة التبرع بالدم، وتسهيل عملية التبرع، والوصول إليه عبر توفير سيارات التبرع بالدم، وإقامة حملات تطوعية في أماكن التجمع من الشركات، الجامعات، المولات والأماكن العامة، كما تحاول جاهدة لتهيئة بنوك الدم لاستقبال المتبرعين.