محمد العويس – الأحساء

دراسات فنية متواصلة لضمان استمرارية وهجها وإطالة بقائها

تتميز محافظة الأحساء بعدد من المواقع السياحية التي ساهمت في اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2019م، ومن تلك المواقع ميناء العقير التاريخي، وسوق القيصرية، والمواقع التاريخية التي لا تزال شاهدة على هذا التميز وما تحظى به من اهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين.

تطوير القيصرية

ويعد سوق القيصرية أحد أهم العناصر التي يتكون منها الوسط التاريخي لمدينة الهفوف، وأمانة الأحساء تتعامل معه كأحد أهم عناصر الجذب السياحي للمنطقة، فضلا عن الثقل التجاري، وهذا الأمر يتضح من تبني الأمانة برنامجا تطويريا للمنطقة المحيطة بالقيصرية وإثرائها بالرموز المعمارية الداعمة لهوية المكان المعمارية والحضرية، ومن تلك الرموز إعادة بناء جزء من سور الكوت ودروازة الكوت (باب الفتح) ودروازة الحداديد وغيرها من المعالم ذات القيمة البصرية اللازمة للجذب السياحي، ويصل عدد المحلات في السوق إلى 422 محلا منها 177 محلا عائدة للأمانة وتشكل حوالي 39% والباقي 291 محلا عائدة للمواطنين، وهي تشكل ما نسبته حوالي 61% تقريبا، وبلغت تكاليف مشروع إعادة إنشاء سوق القيصرية حوالي 16 مليون ريال.

مشاريع تراثية

وأوضح أمين الأحساء م. عادل الملحم، أن الأمانة تكثف جهودها لإتمام الأعمال التطويرية والتأهيلية لنحو 25 مشروعا تاريخيا وتراثيا بالمدن تُمثل منطقة وسط الهفوف التاريخي النسبة الأعلى منها، وتماشيا مع توجهات قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- نحو تنمية المشاريع السياحية والحفاظ على المواقع التراثية والمناطق التاريخية في مملكتنا الغالية وما تحتويه من قطاعات مختلفة مرتبطة بالتراث والحداثة والطبيعة، وانطلاقا من الشراكة الإستراتيجية بين أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في رفع التنمية السياحية والحفاظ على التراث العمراني والمعماري للأحساء، والتي لها الدور الرئيس في نمو وازدهار المنطقة.

شراكة ثنائية

وتبنت أمانة الأحساء والهيئة شراكة متوازية في القطاع السياحي والتراث بمتابعة ودعم من رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لخدمة المملكة بصورة عامة والأحساء بصفة خاصة، وذلك بالحفاظ على المواقع التراثية وإعادة تطوير المناطق التاريخية، ونهج الأمانة في الحفاظ على التراث العمراني والمعماري يرتكز على 5 عناصر أساسية تشمل (دراسات التخطيط العمراني، دراسة تطوير وسط الهفوف التاريخي، تطوير الأسواق التاريخية، تطوير المشاريع التراثية، تطبيق الأنظمة والقوانين للحفاظ على التراث العمراني والمعماري)، ومن أبرز تلك المشاريع ما يتضمن «تطوير الطريقين الدائريين لوسط مدينتي الهفوف والمبرز، الربط بين قصر إبراهيم وحي الكوت وسوق القيصرية، الربط بين سوق القيصرية والمدرسة الأولى، ومشروع تطوير المنطقة المقابلة لسوق القيصرية، تطوير سوق الحدادين، تطوير المربع المجاور للمدرسة الأولى، تطوير ميدان البيعة، تطوير المسار الثقافي لسكة أبي بكر، تطوير سوق السويق، مشروع إعادة بناء سوق القيصرية، مشروع إعادة بناء سوق الحميدية، إنشاء سوق الحرفيين الشعبي، إنشاء سوق النساء الشعبي، بناء دروازة الحدادين، إنشاء سبيل المحاسنة، إنشاء سبيل الوطاة، إنشاء ميدان الساعة، إنشاء القرية التراثية في متنزه الملك عبدالله البيئي، إنشاء الحي التراثي بساحة الأمانة، إقرار أنظمة وقوانين البناء في المناطق التاريخية).

مناطق جذب

وأوضح الملحم أن هذه المشاريع تهدف إلى تحقيق التكامل والارتباط بين المناطق التاريخية ومحيطها العمراني وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي وتسويقها كمنتج سياحي مميز محليا وعالميا، وتحقيق البعد الإنساني لساكني وزوار وتجار المنطقة والوصول بالمنطقة التاريخية في الهفوف لأن تصبح نموذجا للمحافظة على مثيلاتها من مدن المملكة الأخرى وإحياء الحرف والصناعات التقليدية والتراث غير المادي الذي كان سائدا بالمنطقة وتوظيفه اقتصاديا، بجانب تشجيع المستثمرين على الاستثمار في الممتلكات الحالية.

اهتمام بالمواقع

قال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة: إن الهيئة أرست مشروع تأهيل متحف الأحساء الإقليمي بمبلغ أربعة وأربعين مليونا وتسعمائة وأربعة وتسعين ألفا وتسعمائة ريال لمدة سنتين، وهو يقع بمدينة الهفوف على طريق الملك عبدالله الدائري الغربي، بجوار منتزه الملك عبدالله البيئي، وتبلغ مساحته الإجمالية (23426.91م2)، ويضم قاعات حول تاريخ السعودية، وما قبل التاريخ، والتاريخ الحديث، والتاريخ الإسلامي، والبيئة، ومعرض الزوار، ومصلى، وصالة لكبار الشخصيات، ومتجرا لبيع الهدايا التذكارية ومطعما، ومكاتب إدارية.

وأضاف: إنه تم ترسية مشروع تأهيل وتطوير مباني «قصر صاهود، وعين نجم» بمبلغ مليونين وثمانمائة واثنين وخمسين ألف ريال لمدة 18 شهرا، كما تم ترسية مشروع تأهيل وتطوير مباني « قصر خزام، بيت البيعة، المدرسة الأميرية» بمبلغ وقدره مليون وسبعمائة وثلاثة وسبعون ألفا وسبعة وسبعون ريالا لمدة ثمانية عشر شهرا.

منع من الزيارة

وقال الفريدة: إن الهيئة سلمت المواقع التاريخية التي تشملها أعمال التأهيل والتطوير للمقاولين وإن زيارتها غير متاحة حتى الانتهاء من تأهيلها في سبتمبر 2019. إلى ذلك وقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري مع مكتب استشاري لإعداد دراسات تطويرية للعديد من المواقع في الأحساء وهي: وسط العيون، وقصر إبراهيم، والمدرسة الأميرية، وبيت البيعة، وقصر خزام، وقصر صاهود، وميناء العقير التاريخي، وعين نجم، ومسجد جواثا، وقصر محيرس.

ميناء العقير

وأوضح الفريدة أن ميناء العقير التاريخي يحوي عددا من الطرز المعمارية والمباني التاريخية التي تشكل عنصر جذب مهما وقويا للسياح من كل مكان، كما يشكل موقعا هاما؛ كونه يقع على الخليج العربي شرق المملكة وهو من أقدم الموانئ في العالم وما زالت آثاره باقية حتى اليوم ويحتوي على عدد من المواقع التاريخية ومنها مبنيا الجمارك والجوازات، وتوجد الفرضة التي تقع شرق مباني مكاتب الجمارك باتجاه البحر، وهناك مبنى الخان، ومبنى الإمارة ومبنى الحصن وهو عبارة عن قلعة إسلامية مستطيلة الشكل، ويوجد المسجد الذي شيد في عام 1914م، وأيضا يقع برج بو زهمول، وأن ساحل العقير من أجمل السواحل في المملكة، ويتميز بتداخل مياه الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر.

عيون وبحيرة

قال المدير المساعد للعمليات بالمؤسسة العامة للري المهندس عبدالعزيز الرشود: حرصت المؤسسة العامة للري على تسخير كافة إمكانياتها ومرافقها ومواقعها وجهودها داخل الواحة على الطابع التاريخي والسياحي للمواقع التابعة للمؤسسة كعيون الواحة وبحيرة الأصفر بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة لرؤية المملكة 2030م، وقامت المؤسسة بتأهيل وتطوير مواقع العيون للزوار وهواة السباحة وإجراء الصيانة العامة والدورية لها وتأهيلها للأداء الأمثل دائما، ومن العيون التي تم تطويرها (عين أم سبعة، عين الجوهرية، عين الحارة)، وقامت بتحديد المواعيد المناسبة على فترتين صباحية ومسائية لممارسة السباحة خدمة لرواد المسابح والسائحين.

وقال الرشود: تعد بحيرة الأصفر بيئة طبيعية حاضنة لكثير من الحيوانات والطيور المقيمة ومحطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة التي تعبر مرتين في العام من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال، ويعتمد مصدر مياه البحيرة الأساسي على مياه الصرف الزراعي التي تتدفق من المصرف الرئيسي (D.2) بالإضافة إلى مياه الأمطار.

اهتمام بالبحيرة

ويأتي اهتمام المؤسسة ببحيرة الأصفر كونها معلما سياحيا، وتعمل المؤسسة على المحافظة عليها وسلامة المناطق المحيطة بها من خلال برنامج دوري لمراقبة البحيرة في الجوانب البيئية وحمايتها والمناطق المحيطة، وقياس المنسوب في البحيرة؛ لضمان توازن المياه على طرفي الطريق وتخفيف الضغط على الساتر الترابي بالبحيرة، كما سيتم إعداد دراسة استشارية متخصصة تشمل تقييم الوضع الراهن بكافة أبعاده الهندسية والهيدرولوجية والبيئية واقتراح أفضل الحلول الفنية التي تكفل سلامة أداء مهام البحيرة وقدراتها الاستيعابية البيئية بما يكفل سلامتها وحمايتها والمحافظة عليها.