ناصر بن حسين - الدمام

عدم السماح للأخ غير الشقيق من الأم بالزيارة



حدد مجمع الأمل والصحة النفسية بالدمام، زيارة المرضى الذين يتواجدون فيه من أجل العلاج على الأقارب من الدرجة الأولى، وذلك بحسب ما أفصح عنه مدير عام المجمع د. محمد الزهراني لـ «اليوم»، كاشفا أن الأخ غير الشقيق (من الأم) لا يسمح له بزيارة المرضى إلا في وجود أحد يثبت رابط الأخوة. وذكر «الزهراني» أن هذه الاحترازات من باب السرية والحفاظ على حقوق المرضى.

الهوية الشخصية

وقال: «السرية يضمنها القانون للمريض، والتعليمات المبلغة للأقسام سواء النفسية أو الإدمان، أنه لا تعطى أي معلومات لأي شخص إلا بعد حضور الشخص إلى المجمع وإظهار الهوية الشخصية». وأردف: «هناك جزاءات تصل إلى غرامة 30 ألف ريال والحرمان من الوظيفة حال إفشاء المعلومات، والنظام يكفل حق أي شخص». وأضاف: «هناك حقوق للمريض وأنظمة تطبق في هذا الجانب».

عدم ثقة

بدوره، ذكر استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان د. عبدالسلام الشمراني، أن الرغبة في العلاج في الدول المجاورة ليست هروبا، بل لإحساس المرضى بعدم الثقة، وللبحث عن السرية، كذلك الخوف من افتضاح أمر المدمنين. وأضاف: «يفضل ذوو المرضى معالجة أبنائهم في بيئة غير هذه البيئة». وأردف: «هناك عوامل عدة لهذا التوجه، ومن أهمها أن أغلب المدمنين يخضعون للعلاج برغبة أهلهم وليس برغبتهم».

عدة عوامل

وأوضح «الشمراني»، أن أسباب الانتكاس أو العودة إلى الإدمان بعد العلاج والتعافي منه تختلف وتعتمد على عدة عوامل أهمها البيئة إن كانت مليئة بالمدمنين أم لا. وأكد أن الذهاب لنفس البيئة السابقة بعد الخروج من العلاج والتعاطي يدفع الشخص إلى العودة إليه مجددا، وتصل نسبة الانتكاس بعد أول علاج لـ 50% وتقل مع التكرر في الدخول في البرامج العلاجية.

متاهة الإدمان

وذكر «استشاري الطب النفسي» أن المرضى الذين تم علاجهم وتعافوا يطلق عليهم «مرشدي التعافي»، وهم من دخلوا في متاهة الإدمان لفترة وخسروا الكثير من المكتسبات التي حققوها في حياتهم، ويتم استقطاب البعض منهم للعمل كمرشدي تعاطي، ويتطلب هذا الأمر دخولهم للبرنامج ما لا يقل عن سنتين، يشرف عليه الأطباء والأخصائيون النفسيون والاجتماعيون، وتعريفهم بمفاهيم الإدمان والأساليب وطرق التواصل مع المدمنين، وبعد حصولهم على المؤهل أو الدبلوم يصبحون أشخاصا قادرين على التعامل مع المرضى. وأشار إلى أن الأهالي يتقبلون الوضع في بداية التعامل مع ابنهم المدمن، وفي حال حدوث انتكاسات متكررة وافتعال المشاكل الاجتماعية المصاحبة للانتكاس، يأخذون موقفا ويمتنعون عن استقبال الابن المدمن، ويفقدون الأمل في التعافي، على الرغم من أن النسبة ليست كبيرة.

غياب التعاون

فيما ذكر رئيس قسم الخدمة النفسية بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض د. عبدالله الوايلي، أن عدم استلام الأهالي لأبنائهم المدمنين بعد التعافي، يعود إلى أسباب من أبرزها أن أغلب الأسر لا تكون متعاونة مع المستشفى في احتضان المرضى، أيضا عدم وعي الأسرة في العملية العلاجية وأن المريض استقرت حالته، وأن بعض الأسر تريد عودة الابن كما كان في السابق قبل الإدمان. ولفت الدكتور الوايلي إلى أن رغبة بعض الأهالي في علاج أبنائهم في الخارج تعود إلى انتشار ثقافة العيب أيضا لاختلاف عملية العلاج من دولة إلى أخرى، موضحا أن طلب المعلومات للمريض يكون بشكل رسمي من خلال التعريف بصلة القرابة ورقم الهوية بحسب الإجراءات المتبعة في مراكز العلاج.