د. عبدالرحمن الربيعة

الحمد لله أن يسر توحيد بلاد الحرمين على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- الذي جاهد بكل إخلاص لتحقيق الهدف المبارك بنشر الأمن والأمان والطمأنينة في جميع ربوع الوطن، كما أكد -رحمه الله- على أن دستور هذه البلاد هو كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم). وهذا الأمر حقق الاستقرار لبلاد الحرمين الشريفين وحقق الطاعة والقبول من جميع المواطنين في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، كما وفر سبل العيش الكريم لهم وأوجد -ولله الحمد- الرفاهية والخير لكافة أبناء الشعب الذي بادل القيادة المحبة والولاء. وهذه بلا شك نعم كثيرة تتمناها العديد من الدول والشعوب حول العالم، خصوصا بعدما شاهد الجميع ما حدث سابقا ويحدث حاليا في الدول التي فقدت الأمان والاستقرار وكيف تشردت شعوبها وحل الدمار في البلاد بجميع مرافقها.

إن اعتزازنا بتأسيس المملكة العربية السعودية حقيقة يجب ألا يقتصر على يوم محدد بالسنة نفرح فيه ونرفع الأعلام ونردد الأناشيد الوطنية، أو من خلال مهرجان لأيام نردد فيه قصائد حب الوطن، بل يجب أن يكون منهج حياة مستمرا، لأن هذه المكاسب الوطنية التي حظي بها جميع أبناء الشعب من أمن وأمان وحياة كريمة مستمرة طوال العام، فكيف نختزلها بيوم واحد أو مناسبة معينة للتعبير عن حبنا وولائنا للوطن وقيادته، بل إن البعض قد يعود إلى ممارسة تصرفات لا تتوافق تماما مع الإخلاص وحب الوطن مثل بعض الممارسات اليومية كرمي المخلفات بالشارع وإتلاف المرافق العامة والأخطاء المرورية وغيرها من التجاوزات الفردية للشخص نفسه، ناهيك عن المخالفات الأكبر مثل المحسوبية أو الرشوة أو تجاوز النظام.. وبلا شك فإن أمثال هؤلاء لم يحققوا مفهوم الوطنية كما أنهم لا يمثلون المواطن الصالح الذي يحب بلاده ويتفانى بخدمتها. والأدهى والأمر من هذا عندما يميلون بقصد أو دون قصد إلى انتقاد وطنهم بالتذمر والاستخفاف أو بقبول أو حتى السكوت على انتقاد قيادتنا المباركة من خلال نشر الإشاعات أو بث أقوال الحاقدين الذين يعملون ليلا ونهارا للنيل من السعودية حكومة وشعبا، حيث الهدف النهائي لهؤلاء الأعداء الحاقدين هو تدمير البلاد والعباد.

إن حقيقة المواطنة يجب أن تنعكس على فكر المواطن وحياته وأسرته على مدار العام والتي من المفترض أن تتركز على الاجتهاد بخدمة الوطن بشتى المجالات الشخصية سواء بالعمل أو الشارع أو الحارة أو الجيران أو المسجد وغيرها من الأمور التي تشمل كامل الحياة اليومية للمواطن وفوق ذلك كله الدفاع عن الوطن وحمايته من أي تخريب أو دسائس أو إشاعات مع التطبيق العملي لتحقيق وافر الامتنان والتقدير لقيادتنا الرشيدة التي تسعى جاهدة لازدهار البلاد وتطورها في كافة المجالات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والاجتماعية، وبذلك نكون جميعا عناصر متكاتفة ونافعة لخدمة وطننا العزيز بلاد الحرمين الشريفين.. وإلى الأمام يا بلادي.