صالح بن حنيتم

أطرح بعض التساؤلات عن الحوار، هل لدى المعلم في المدرسة، والإمام في الجامع، والأب في الأسرة والرئيس في العمل والأبناء في الحي أو الحارة وكذلك الشارع الرياضي بكل ميوله مساحة كافية للحوار؟ أعلم أن الإجابات ستكون متفاوتة كل حسب نظرته للحوار.

ولما للحوار من أهمية، فقد صدر الأمر السامي بتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عام 2003، وفي عام 2005 تم إنشاء المركز على أن يكون مركزا مستقلا يهدف إلى ترسيخ ثقافة الحوار ونشرها بين أفراد المجتمع لتحقيق المصلحة الوطنية، ومنذ ذلك العام انطلق المركز بخط زمني وتطور نوعي من مرحلة التأسيس إلى الانتشار، وأخيرا دخل مرحلة الجودة في المخرجات.

تشرفت بالمشاركة في ورشة العمل التي عقدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بعنوان (المعامل الوطنية لمواجهة الظواهر المجتمعية) التي بدأت بعرض من مدير المركز بالمنطقة الشرقية د. خالد البديوي، حيث استعرض منجزات المركز خلال الثلاثة الأعوام الماضية، الجميل في الورشة اختلاف الحضور، حيث كان هناك مذاهب وقبائل وأعمار مختلفة، فمرحبا بالاختلاف في مركز الحوار للقضاء على كل خلاف يهدد وحدة الكيان.

من برامج المركز التي ذكرها د. خالد (برنامج نسيج) الذي تم تدشينه في شهر يونيو 2016 برعاية ودعم من أمير المبادرات أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والهدف من هذا البرنامج أن تكون هناك قاعدة صلبة من القيم والتلاحم والتعايش بين جميع أفراد المجتمع من خلال تقوية الحصانة الذاتية ضد كل ما يهدد النسيج الوطني وتفعيل القيم المشتركة بين شرائح المجتمع، فالبرنامج يتكون من ثلاث حقائب، حقيبة الحوار المجتمعي، حقيبة الكوادر التربوية، وحقيبة بناء السلام. استفاد من البرنامج 14337 متدربا من خلال 433 دورة، أشرف على تدريب الدورات 110 مدربين.

شدني ازدياد المستفيدين حيث كان إجمالي المستفيدين في عام 2016 العام الأول من تدشين المبادرة 1000 مستفيد، وفي العام الذي يليه ارتفع العدد إلى إكثر من ثلاثة إضعاف، حيث بلغ 3480 مستفيدا، وفي هذا العام قارب العدد 10000 مستفيد.

ما أحوجنا لتطبيق أبجديات الحوار وفنونه في حياتنا، وزرعه في أبنائنا، قبل أسبوعين تقريبا، شاب يقتل شابا آخر نتيجة خلاف على موقف سيارة، والنتيجة واحد قتل والآخر خلف القضبان!! وهناك خلافات قد يكون سببها طائفيا، وأخرى قبليا أو مناطقيا إلخ....

بعض الآباء يربي في أبنائه المرجلة، وهذا أمر مطلوب، ولكن طريقة إيصال الرسالة خطأ، مثال على ذلك، عندما يتربى الابن على الجملة المنقوصة التالية، (خلك رجال ولا أحد يأخذ حقك) ماذا لوأكمل الأب لتكتمل الصورة والرجولة عند الابن بالآتي، (ولا تأخذ أو تتعدى على حقوق الآخرين!) هنا نجد أن الابن قد حلق في سماء مجتمعه باحترام حقوق الغير بنفس القوة التي يحترم فيها حقوقه.