د. فيصل العزام

الأسرة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل، وأفراد الأسرة هم المرآة الحقيقية لكل طفل؛ لكى يرى نفسه، لذلك فإن للأسرة الدور الكبير في التنشئة الاجتماعية للطفل، ولكنها ليست الوحيدة فتشاركها جهات متعددة في ذلك مثل: الحضانة، والروضة، ووسائل الإعلام، لذلك تكون الأسرة المصدر الأساسي في نمو الطفل السوي والنمو غير السوي، لذلك نجد أن علاقة الأطفال بآبائهم أهم علاقة لتشكيل حياة الأطفال وحياة الإنسان، لذلك يجب أن تكون علاقتنا بأطفالنا علاقة صحيحة وقائمة على المبادئ الأخلاقية السليمة بالحب والاحترام والاهتمام. ويجب على الآباء والأمهات النظر ومواجهة السلوكيات الخاطئة لأبنائنا ومحاولة تعديل هذه السلوكيات الخاطئة أولا بأول مع التحلي بالصبر والهدوء في التعديل.

لكل طفل مدخله الخاص به الذى يستجيب له ومن خلاله يمكن تغيير السلوك، لذلك هناك أساليب وقواعد يمكن تطبيقها لتعديل سلوك الأطفال، ولنبدأ ببعض هذه القواعد لتعديل السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال.

تبدأ هذه القواعد من تحديد السلوك غير المرغوب فيه لدى الطفل مع ملاحظة المرحلة العمرية التى يمر بها الطفل، هناك بعض الأطفال الذين يمارسون سلوكيات غير مقبولة مما يشكل التعامل معها أضرارا تصيب الطفل، نرى أن نحدد الأولوية نبدأ بالسلوك الأكثر ضررا والذي يستحق تعديله ويكون له التأثير المباشر على نفسية الطفل.

ثانيا: نبدأ بالحديث مع الطفل والحوار معه ونحدد السلوك الخاطئ، ونلفت نظر الطفل لهذا السلوك الخاطئ في كل مرة يكرر هذا السلوك والتأكيد للطفل من فهم هذا السلوك الخاطئ.

ثالثا: محاسبة الطفل على السلوك الخاطئ وعدم التأجيل حتى يربط الطفل بين السلوك والعقاب.

واستخدام العقاب يجب البعد عن العنف؛ لأنه غالبا تكون نتائجه سلبية على الطفل.

وفي حالة أن الطفل يتصرف تصرفا إيجابيا فعلينا مكافأة الطفل وتعزيز هذا السلوك والمدح المستمر، فإن أسلوب الاستمرار في المدح والتشجيع له منفعة مبهرة لدى الطفل.

لذلك ننصح بعدم اتباع أسلوب الإهمال للطفل مما يؤدي إلى شعور الطفل بالقلق والخوف الدائم مما يؤثر على النمو النفسي للطفل، نجد مثلا أن هناك بعض الأسر يرزقهم الله بمولود أنثى بعد عدد من البنات ويكون الأب والأم يرغبان في طفل ذكر، فإذا جاءت الأنثى ولم يخطط الوالدان في ذلك يكون قدوم الطفل بطريقة سلبية وليست إيجابية فتكون المشاعر الداخلية بالرفض، ويتبع ذلك الرفض الإهمال، بالتالي يكون هناك تهديد لمشاعر الطفل، ويعني عدم تقدير من الوالدين والإهمال منهما ويشعر الطفل بالاحباط.

يقول الله تعالى «يوصيكم الله في أولادكم» ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع».