عبدالله الغنام

لعل البعض منا سمع مؤخرا عن قمة العشرين، ولكن ربما لم يسعفه الوقت لقراءة ومعرفة أكثر عن هذه القمة، ولماذا هذا التحالف والتكتل الاقتصادي العالمي؟ ومن خلال هذا المقال نتطرق إلى معرفة عامة لتلك التساؤلات.

ولعلنا أيضا لا نتعمق كثيرا في مسألة الاقتصاد حتى يكون المقال سهل الهضم والفهم، ولكن السبب الرئيس وراء مفهوم قمة العشرين هو البحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية الرئيسة في العالم. وبالتحديد الاستفادة من الأزمات المالية التي مر بها العالم في فترة التسعينيات من القرن الماضي. وكانت الفكرة بدأت من اجتماع مجموعة الثماني الصناعية وذلك عام 1999م، ثم اتسعت لتصبح عشرين دولة. ويرمز لها ((G20)) ومعناها (Group of Twenty) مجموعة العشرين. وهي تتألف من 19 دولة الأقوى اقتصاديا في العالم بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

وحتى ندرك قوة هذه الدول اقتصاديا دعونا تقرأ بعضا من الأرقام، فهي تمثل 66% من سكان العالم، وتملك نصف مساحة الأرض، و90٪ من الناتج العالمي الإجمالي!، و80٪ من التجارة العالمية، و90% من إنتاج الخام بالعالم. ولذلك كانت اجتماعاتها محط أنظار العالم ككل، وهو يترقبها في كل سنة، والاهتمام بها يكون مكثفا ومتواصلا من خلال مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

وقمة العشرين الأخيرة التي أقيمت في بوينس أيرس (عاصمة الأرجنتين) امتدت من 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2018م، وهو الاجتماع الثالث عشر منذ انطلاق الفكرة. ومحور هذه القمة يتركز حول ثلاث نقاط رئيسة هي: مستقبل العمل، والبنى التحتية، والمستقبل الغذائي المستدام. وهناك الاجتماعات العامة بين قادة الدول، بالإضافة إلى الاجتماعات الثنائية بينهم والتي لا تقل أهمية عن اللقاء العام.

والسعودية حاليا من ضمن قائمة العشرين والطموح عال في الارتقاء في سلم العشرين، حيث كان ترتيبها في القمة السابقة 18 والآن 17، وإن شاء الله يستمر الصعود في الأعوام القادمة إلى مراكز متقدمة ليصبح من ضمن العشر الأوائل على مستوى العالم. ويدعم هذا الطموح الرؤية 2030م لأن إحدى ركائزها (قوة استثمارية رائدة) ومن خلال تنويع الاقتصاد، وفتحت مجالات متنوعة في التنمية، والاستثمارات الداخلية والخارجية لبناء اقتصاد قوي ومتين لأجيال الحاضر والمستقبل. ولا شك أن التعاون يدا بيد بين القطاع العام والخاص سيدفع الاقتصاد إلى نجاحات متتالية، ولتبدأ قوة القطاع الخاص بالنهوض وحمل الثقل عن عاتق القطاع العام. بالإضافة إلى أهمية بناء علاقات إستراتيجية متينة مع الدول الصناعية الكبرى الثماني حتى نواصل السير من حيث انتهاء الآخرين.

والقمة بعد القادمة عام 2020م ستكون -إن شاء الله- في السعودية وهذا يدل على ثقلها ودورها الفعال على مستوى العالم الاقتصادي والسياسي، وكذلك حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان - حفظهما الله- على أن تكون السعودية متواجدة دائما بثقلها المؤثر في مختلف الاجتماعات واللقاءات الدولية المهمة اقتصاديا وسياسيا لتمثيل الدول العربية والإسلامية. وأن تقوم بدورها الجليل والرائد من خلال رؤيتها (2030) حيث هي العمق العربي والإسلامي، ومحور ربط القارات الثلاث.