إبراهيم المشعل - الأحساء

أكدوا أن السعودية «قيادة وشعبا» صمام أمان واستقرار المنطقة

أكد أكاديميون واقتصاديون ان جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الخارجية بعدد من الدول العربية قبل وبعد قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، جسدت حرص المملكة على تعزيز ما يعرف بالتكامل الاقتصادي العربي في إطار دورها الكبير بهذا المسار وترحيبها الدائم به.

تكتل عربي

وقال استاذ إدارة الأعمال الدولية بجامعة الملك فيصل د. محمد بن دليم القحطاني: إنه انطلاقا من اتفاق التبادل التجاري العربي 1981م، وبعده منطقة التجارة العربية ثم تفعيل مجلس التعاون الخليجي وكان للمملكة دور هام في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما قال نريد من مجلس التعاون أن يتحول إلى اتحاد وتفعيل مكوناته -سياسيا واقتصاديا واجتماعيا - فيما أعطى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- زخما من خلال الدعوة إلى التكامل الاقتصادي الخليجي في عصر التكتلات، وكان آخره توقيع أمريكا مع المكسيك وكندا اتفاقية للحفاظ على التكتل الاقتصادي الذي كان بينهما ويسمى «نافتا»، وتشير كل المعطيات السابقة إلى حرص سمو ولي العهد على تشكيل تكتل عربي اقتصادي تكون مهمته الاستفادة من موارد الدول العربية التي شعرت بأهمية الأمن القومي العربي، وهي الدول الأربع التي بدأ سمو ولي العهد جولته الخارجية بزيارتها.

وقال: حان وقت الالتفاف حول المملكة؛ لأنها تعتبر نموذجا يقتدى به اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا، وأضاف: إن زيارات ولي العهد الناجحة تلقي على الأكاديميين والإعلام مسؤولية التحرك الجاد لنقل أهداف رؤية سموه إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأن يتفاعل معها المفكرون والباحثون والطلاب وكافة مؤسسات الدولة.

أولويات عربية

وأوضح محمد العفالق أن المراقبين يجمعون على أن المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين قبلة الفكر الديني المعتدل المتسامح، فهي تشجع على الحوار مع الأديان والمذاهب، وتنبذ وتحارب الفكر المتشدد المتطرف، بما يشكل خطوة في اتجاه تعزيز التقارب مع الأديان والثقافات، وكذلك محاربة الإرهاب ومن يقف وراءه ويدعمه من دول معروفة، وأضاف إن زيارات سمو ولي العهد جاءت لتؤكد ذلك التوجه الحضاري الذي يبعث على التفاؤل في مستقبل أفضل للأمة العربية والإسلامية؛ لأن المملكة تعتبر صمام أمان واستقرار المنطقة، وأشار إلى أن زيارة سموه لعدة عواصم عربية تضمنت رسائل مهمة فى الإقليم وخارجه؛ نظرا لما تعرضت له الدولة السعودية من مهاترات دولية وإعلامية، وهي تأكيد على أن العلاقات بين المملكة ودول المنطقة تشهد استقرارا في كافة المجالات.

الداخل والخارج

وأوضح مساعد الموسى أن جولات سمو ولي العهد بعدة عواصم عربية تحمل الكثير من الرسائل المهمة والعاجلة، فبجانب الرسائل السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى من يعنيهم الأمر، هناك رسالة لا تقل أهمية بعثت بها الجولة إلى دول العالم أجمع، يؤكد مضمونها أن المملكة بطبيعتها دولة متسامحة تماما، ومنفتحة على الأديان، وتعمل على نشر الفكر الديني المعتدل، وتشجع على الحوار مع أصحاب الأديان والمذاهب، وتحارب الفكر المتشدد المتطرف، كما أن السعودية قيادة وشعبا يحملون طموحات كبرى لدول المنطقة تتجاوز فيه بلاد المنطقة صعوبات اقتصادية واجتماعية وسياسية، كما ردت زيارات سموه عمليا على محاولات البعض النيل من مكانة المملكة بصورة عكست مدى تفاهم وترابط المملكة مع محيطها العربي والإسلامي، وهو ما ظهر جليا في كل البلاد التي زارها سمو ولي العهد سواء في الإمارات والبحرين ومصر وتونس وموريتانيا والجزائر، كما حمل حضور سموه اللافت في اجتماعات مجموعة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية، رسالة قوية للمشككين في قدرة المملكة على الحفاظ على تحالفاتها الدولية على الرغم مما نراه من حشد غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية ضد المملكة، إضافة إلى رسالة الداخل السعودي والذي أثبت للعالم أجمع ما يحمله هذا الشعب الكبير من حب وتقدير لقيادته ودعمه وإيمانه بخطط ورؤية سمو ولي العهد.

وأعرب ناهض الجبر عن قناعته بأن زيارات سمو ولي العهد إلى عواصم عربية في غاية الأهمية وأن الاستقبال الكبير والحفاوة البالغة بسموه جسدا الصورة الحقيقية للتعاون الوثيق بين المملكة وأشقائها من الدول العربية، مضيفا إن جهود سموه الدؤوبة في هذا المجال تدعم تحقيق رسالة التعاون المشترك والطموح الكبير لمستقبل دول الشرق الأوسط، وتقريب وجهات النظر، ودعم سبل التعاون والتنسيق الاقتصادي والسياسي، بما ينعكس على مستقبل شعوب تلك الدول.

وقال: إن المملكة دولة كبيرة قادرة على جمع الإرادة العربية والإسلامية تأكيدا لدورها الإقليمي الشامل ورسالتها العالمية في التعبير عن قضايا المسلمين حول العالم ونشر رسالته في التسامح، مؤكدا أن النشاط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي للمملكة ما كان لينجح لولا توفر قيادة طموحة واثقة ومصرة على النجاح والنصر تنطلق بالمملكة بخطى واثقة وتسجل حضورها في كافة المحافل الدولية ولعل آخر ما شاهدناه من صور لمشاركة المملكة المشرفة في اجتماع مجموعة العشرين بجانب قادة العالم في حضور واسع يؤكد أن المسؤولية كبرى، ليس على مستوى القيادة فحسب، وإنما تضع الشعب السعودي أمام واجباته في دعم رؤية المملكة 2030 التي يقودها سمو ولي العهد.