عبداللطيف الملحم

تابع العالم وصول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس ليرأس وفد المملكة في «قمة العشرين». ويصل ولي العهد السعودي في وقت بدأ العالم أجمع يعي أهمية ما يجري في الداخل السعودي من إصلاحات اقتصادية واجتماعية والتحرك بقوة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 والتي ستكون رؤية تحقق منها المملكة المزيد من الرخاء والاستقرار السياسي والاقتصادي.

وتعتبر الدول المنتمية لمجموعة العشرين الأكثر تأثير اقتصاديا وسياسيا على الساحة الدولية. ويأتي إنشاء مجموعة العشرين إلى استمرارية لنمو الدول المؤثرة. ولهذا فمنذ 2008 و2009 م كان هناك توجه لزيادة الدول ومعه يزيد التأثير العالمي بعد أن كان هناك مجموعة الثمانية، والتي كانت هناك انتقادات كثيرة لهذه المجموعة؛ بسبب حصر الكثير من القرارات على هذه المجموعة الصغيرة. ويتم عقد هذه القمة لبحث أهم المواضيع التي يواجهها العالم؛ لتأتي هذه القمة والتي هي الثالثة عشرة في وقت يعاني فيه العالم من تحديات كثيرة بعضها بعيدة عن السياسة. ولهذا فمن الملاحظ أن هذه القمة ستركز أجندتها الأساسية على كثير من الأمور ومنها التوقعات المستقبلية لأسواق العمل والنظرة المستقبلية على الغذاء في وقت يرى العالم فيه شح في موارد المياه وقلة في الأراضي الزراعية. وحل هذه الأمور يحتاج من هذه الدول المؤثرة الكثير من الجهد خاصة في وجود الكثير من المناطق غير المستقرة حول العالم.

وفيما يخص المملكة العربية السعودية، فقد كان ترشيحها أمرا بديهيا لتكون إحدى الدول العشرين المؤثرة والتي تشمل أيضا الاتحاد الأوروبي، كون المملكة اللاعب الرئيس المؤثر على أحداث المنطقة والعالم. فمنذ نشأة المملكة فقد كانت محط أنظار العالم، خاصة وقت الأزمات التي كانت تعصف بالمنطقة. بل إن هناك أمورا وقلاقل وأوقاتا عصيبة لم تستطع كل الدول والمنظمات من إنهائها إلا بعد أن تدخلت المملكة. وقد كان العالم ينظر إلى المملكة سواء أكان ذلك وقت قطع إمدادات النفط عام 1973م وغير هذا العام وقت الحروب العربية - الإسرائيلية أو دور المملكة في إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية أو حرب تحرير دولة الكويت وغيرها من الأحداث التي كانت تعصف بالعالم. بل إن أوروبا التي تعتبر القوة الأخرى بعد أمريكا كان لها نصيب من يد العون السعودية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد أن كانت أوروبا مدمرة تماما، وكانت بحاجة لمشتقات الطاقة بأسعار تستطيع دفعها، لتأتي المملكة وتقوم بالدور لكي تنهض أوروبا مرة أخرى.