كلمة اليوم

ترأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وفد المملكة لاجتماعات قمة العشرين التي تحتضنها العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، في حضور كافة زعماء دول (G20)، حيث يضم الوفد السعودي عددا من كبار المسؤولين في الدولة من بينهم معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، ومعالي وزير الطاقة والصناعة المهندس خالد الفالح، ومعالي وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان، هذا ومن المتوقع أن تتنوع اهتمامات القمة لتعالج كافة الملفات كالمحافظة على معدلات أسعار النفط بين الدول المنتجة والدول الكبرى، إلى جانب مناقشة القضايا الخلافية حول التعددية والحمائية للحد من التصعيد فيما بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتذمر الأمريكيون والأوربيون من العراقيل العديدة التي تواجهها شركاتهم المتمركزة في هذه الدولة الآسيوية العملاقة، وكذلك المشاكل المتعلقة بالنقل القسري للتكنولوجيا، واتهامات سرقة الملكية الفكرية أحيانا، وذلك بعد عشر سنوات من قمة العشرين الأولى التي وعدت بالدفاع عن التعددية، حيث من المتوقع أن تفتح مثل هذه الملفات الثقيلة خلال الاجتماعات الثنائية الرسمية وغير الرسمية بين قادة الدول المعنية، لاسيما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى أن هنالك فرصة سانحة للاتفاق مع بكين ببعض الشروط، فيما تهتم القيادة الفرنسية في دفع إصلاح منظمة التجارة العالمية إلى الأمام، وحماية اتفاق باريس حول المناخ، في الوقت الذي قد تنشغل فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بما يحدث في بلادها، جراء اقتراب موعد التصويت في البرلمان حول اتفاق بريكست إزاء قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهي التي تزور الأرجنتين كأول رئيس وزراء في بريطانيا لأول مرة منذ حرب (الفوكلاند) عام 1982م، بمعنى أن جدول أعمال القمة في هذه الدورة لن يكون مربوطا بما سيطرح على طاولة القمة ذاتها، وإنما سيمتد إلى ماوراء ذلك حيث الاجتماعات الثنائية التي ستعالج القضايا البينية، فيما يحمل سمو ولي العهد رئيس وفد المملكة إلى القمة جملة من العناوين التي تستهدف حماية أسواق النفط من التذبذب في العرض والطلب خاصة بعد العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني، إلى جانب بحث الجهود الدولية فيما يتصل بمحاربة الإرهاب، والمضي قدما في تجفيف منابعه، وحرمان الدول التي توظفه لأغراض أجنداتها التوسعية من الانصهار في المجتمع الدولي دون رادع يعيد إليها صوابها، ويحفظ السلم والاستقرار الدوليين، كما ينتظر أن تستقبل الرياض قمة مجموعة العشرين المقبلة في 2020م.