عصام السفياني - تعز

في عصر يوم دافئ بساحة ترابية فسيحة في حي الجحملية جنوب شرق مدينة تعز، كانت مجموعة من الأطفال تمارس هوايتها المفضلة «كرة القدم» في جو حماسي ومفعم بالنشاط وأصواتهم البريئة تتعالى رغبة من كل فريق في الانتصار على الطرف الآخر، دون أن يدري أحدهم أن تلك الأجواء الطفولية لم ترق لقناص حوثي، ليطلق رصاصة أصابت عصام في قدمه اليمنى ليتحول ذلك الصخب إلى صراخ ممزوج بالدماء وملفوف بالهلع والرعب. حطمت الرصاصة الحوثية الغادرة كاحل الطفل عصام عبدالحكيم البالغ من العمر 11 عاما ليسقط على الأرض والدماء تتدفق من قدمه، فيما جسده النحيل يرتجف والبرد يتغلغل فيه.

ساحة دماءتطوع عدد من أبناء الحي، تواجدوا قرب الملعب الترابي لنقله على متن سيارة مكشوفة إلى مستشفى الصفوة وهو أحد المشافي، التي تدعمها المملكة في تعز. وفي قسم الطوارئ، اكتشف الأطباء أن كاحل قدم عصام قد تهشم تماما، فيما تلفت الأنسجة والشرايين ما جعل معالجتها مستحيلة.

وفي لقاء مع صحيفة «اليوم»، يقول الطفل عصام وفي صوته انكسار وألم: أريد أن ألعب كرة القدم مرة أخرى..!!، بينما قال والده الذي يعمل معلما بإحدى المدارس الثانوية: بعد حادثة ابني رفض كل أطفال الحي ممارسة الكرة في ذلك الملعب، بل لم يتجرأوا على الاقتراب منه، وتابع: أصبح يسكن ذاكرتهم بأنه ساحة دماء، والجريمة لن تغادر مخيلتهم أبدا.

» علاج بالخارج

ويضيف عبدالحكيم؛ وهو ينظر بحزن إلى طفله الممدد على السرير: أبلغنا الأطباء بالضرر الفادح، الذي تعرض له كاحله، ونصحوني بنقله إلى الخارج، لكن وضعنا المالي لا يسمح لنا بذلك، ما قد يضطر الأطباء إلى بتر قدمه لمنع حدوث مضاعفات صحية خطيرة.

البريء عصام يرقد في مستشفى الصفوة منذ يوم السبت الموافق 17 نوفمبر الجاري، فيما تلقى قبله مئات الأطفال الرعاية الطبية ذاتها على نفس هذه الأسرّة البيضاء بعد تعرضهم لإصابات قاتلة من أسلحة حوثي إيران.