عبدالرحمن المرشد

الجولات المهمة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله -، لبعض الدول العربية قبل التوجه للأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين والتي تصب في خانة مكافحة الإرهاب والأوضاع في اليمن وتعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وعواصم تلك الدول، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، حرص السعودية على الاستقرار والسلام العالمي، التي تعتبر أحد أركانه المهمة في المنطقة، وبرغم ما تعيشه المملكة من حملة مغرضة، إلا أنها لم تتأخر يوما عن دعم الجهود التي تساعد على إحلال السلام ومكافحة الإرهاب في كل موقع وبقعة من بقاع العالم، خلاف جهود الإغاثة التي وصلت للمحتاجين أينما حلت كارثة نتيجة مشكلة طبيعية أو حروب أهلية، ويأتي مركز الملك سلمان للإغاثة على قائمة الجهات الإغاثية التي وصلت جهوده جميع أصقاع العالم وبالأخص اليمن الشقيق الذي عانى من العصابات الحوثية الإيرانية.

الدول التي زارها الأمير محمد بن سلمان تعتبر من الدول الداعمة والمشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية لتحرير اليمن من براثن العصابات الحوثية الإرهابية، التي عبثت بمقدرات اليمن. كما أنها من الأركان الأساسية في مكافحة الإرهاب، ولذلك جاءت الزيارة في رأيي؛ لتدعيم هذه التحالفات وتقويتها وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين السعودية وهذه الدول.

لو أخذنا مصر أنموذجا، نجد أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية لهما ثقلهما الكبير في العالمين العربي والإسلامي، ولا نبالغ إذا قلنا إنهما عاملان أساسيان للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بما يمثلانه من رؤية متوازنة وحكمة تعتمد على مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، ولذلك فإن هناك عدة عوامل مشتركة بين البلدين، خلاف اللغة والثقافة، مثل: اتفاق وجهات النظر في العديد من القضايا الدولية، والعمل كالجسد الواحد، والإحساس بالمخاطر المشتركة جعلت من الدولتين أقرب للكيان الواحد.

زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر تأتي امتدادا لعلاقات متينة متجذرة، تزداد رسوخا وثباتا مع الزمن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي شهدت إطلاق العديد من المشاريع المهمة، مثل: مشروع نيوم، الذي يقام على ثلاث دول هي: السعودية، مصر، والأردن، وكذلك المشروع الهام على مستوى القارة وليس على مستوى الدولتين فقط وهو جسر الملك سلمان، عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين في إبريل عام 2016م اتفاقه مع الرئيس السيسي على بناء الجسر الذي يربط البلدين عبر البحر الأحمر، ويعتبر الأول الذي يربط بين طرفي العالم العربي في كل من آسيا وإفريقيا، ومن المتوقع أن ينعش هذا الجسر حركة السياحة، ويرفع التبادل التجاري بين البلدين، وكذلك بين القارتين لمستويات عالية جدا تصل إلى 200 مليار دولار.

هذه الزيارات تكتسب أهمية خاصة؛ لأنها جاءت في توقيت مهم، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، ومن أبرزها: توحيد الموقف العربي ضد الإرهاب وخاصة التدخلات الإيرانية في عالمنا العربي، وهذا ما عكسته (مناورات درع العرب 1) التي احتضنتها مصر في الفترة الماضية، وكذلك موضوع اليمن وما سببته العصابات الحوثية الإيرانية من دمار وتخريب في اليمن الشقيق، وعدم اهتمامها لإحلال السلام في هذا البلد - المغلوب على أمره - من خلال المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن «2216») مما أدى لتكوين التحالف العربي بقيادة السعودية بطلب من الشرعية.

من المؤكد أن هذه الجولات ستعود بالنفع على استقرار وازدهار المنطقة بشكل عام، حتى نرى الشرق الأوسط كما ذكر سمو ولي العهد أوروبا الجديدة.

amarshad55@gmail.com