بشاير الخالدي - الدمام

أول مهندسة سعودية في تخصص التخطيط لـ ' اليوم' :

وضعت المهندسة سماح بخش أول سعودية في تخصص الهندسة للتخطيط والنقل والمرور والسلامة في المملكة وخريجة ماجستير هندسة مدنية «تخصص تخطيط هندسة النقل والمواصلات» من جامعة نيويورك العديد من الحلول لتفادي أخطار سيول الأمطار بالمملكة أبرزها ضرورة المعالجة الجذرية والتخطيط الشامل المتكامل لكل القطاعات المعنية بالبنية التحتية، ووضع التجارب السابقة التي مرت بها المملكة في عين الاعتبار وتخطيط للنمو المستقبلي، مع مراعاة اختيار مكاتب هندسية واستشارية ذات جودة وكفاءة عالمية. وتطرقت بخش خلال حوار أجرته «اليوم» معها إلى بدايتها بعالم الهندسة المدنية.

تحدثي لنا عن بدايتكِ في مجال الهندسة المدنية؟

- ابتعثت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، وتمكنت من الحصول على شهادة الماجستير في الهندسة المدنية «تخصص التخطيط وهندسة الطرق والمواصلات» من جامعه بولي تيك في مدينة نيويورك، والآن أنا مهندسة تخطيط طرق ومرور وسلامة.

» بيئة علمية

لماذا فضلتِ هذا المجال عن باقي المجالات الأخرى؟

- اختياري لهذا التخصص يرجع إلى حلم منذُ الطفولة وأُتيح لي أن أحول هذا الحلم إلى حقيقة، فبيئتي تعتبر بيئة علمية بحتة بارزة في عدة مجالات كالطب والصيدلة والهندسة، وكان لهذه البيئة أثر في تشكيل شخصيتي ودور كبير في أنها تُشعب وتعدد اهتماماتي العلمية.

» دعم وتشجيع

هل واجهتكِ صعوبات خلال ابتعاثكِ؟

- خلال رحلتي العلمية للدراسة كل صعوبة واجهتني أعطتني خبرة أستفيد منها في مشواري المستقبلي، والحمدلله تلقيت الدعم والتشجيع من كل مَنْ هُم حولي ابتداء من أسرتي والأساتذة الأكاديميين في الجامعة وكذلك المحيط الاجتماعي.

هل تعتبر الدراسة بجامعة نيويورك تجربة ممتعة؟

- من حسن حظي أنني التحقت بتخصص هندسة التخطيط للمواصلات في مدينة مثل نيويورك، فأساتذة الجامعة هم أنفسهم القائمون على تخطيط المدينة، فمثل هذه المدينة التي تحتوي على شبكة نقل كبيرة تغطي كافة وسائل النقل من سيارات ونقل عام من باصات وقطارات ومشاة ودراجات، ساهمت في إثراء معرفتي في التخطيط للنقل اليومي والتخطيط بعيد المدى للمواصلات.

» ضعف العقود

من وجهة نظركِ ما هي أبرز المشاكل التي تواجه البنية التحتية للمملكة؟

- لنُعرض في البداية تعريف البنية التحتية وهي ما تشير إلى الهياكل الفنية التي تدعم المجتمع، والاتصالات عن بعد والشبكات الكهربائية والصرف الصحي والجسور وموارد المياه، ومن خلال هذا التعريف يمكننا الحديث عن أبرز مشاكل البنية التحتية في المملكة، التي برزت بشكلٍ واضح خلال موسم هطول الأمطار بغزارة وكوارث السيول الجارفة، فالأسباب هي: مشروعات البنية التحتية لم تكن بشكلٍ متكامل ومتوازٍ من تصريف مياه الأمطار والسيول والصرف الصحي وأعمال السفلتة والإنارة والكهرباء والمياه حسب الأصول الهندسية والفنية، أيضا سوء إدارة وترسية المشروعات، التي تعتمد الأقل سعرا وليس الأجدر والأكفأ وبالتالي يكون هذا المقاول أقل كفاءة للقيام بتنفيذ هذه المشاريع الكبيرة، وعدم التزامه بمعايير الجودة والكفاءة، من حيث اعتماده على عمالة غير متخصصة ومؤهلة للقيام بالتنفيذ على أكمل وجه في هذا المجال، وضعف صياغة عقود الاستشارات الهندسية بما يعطي الاستشاري فرصة للتنصل من مسؤولياته.

» مشروعات حيوية

ما الذي تحتاج إليه المملكة لتفادي سيول الأمطار؟

- تجاهل الأمانات لمجاري السيول وإعطاء تصاريح بناء المشروعات الحيوية والمساكن في مجاري الأودية والسيول نتيجة استبعاد المتخصص الجغرافي ذي معرفة طبوغرافية المواقع ونوع التربة وتاريخ الصخور في إعطاء القرار بمنح تصاريح البناء على تلك المناطق، كل ما سبق الحديث عنه يستدعي ضرورة المعالجة الجذرية الغائبة عن ذهن المخطط الإستراتيجي، وذلك بالتخطيط الشامل المتكامل لكل القطاعات المعنية للتخطيط السليم للبنية التحتية، ووضع في الاعتبار التجارب السابقة التي مرت بها وتخطيط للنمو المستقبلي، مع مراعاة اختيار مكاتب هندسية واستشارية ذات جودة وكفاءة عالمية حتى نضمن تحقيق الجودة الشاملة لكل مشروعات العمران الحضري داخل وبين كافة أرجاء الوطن.

هل لديكِ خطط مستقبلية لتطوير هندسة الطرقات بالمملكة؟

- في طور العمل لتقديم آراء للجهات المعنية.