بشاير الخالدي- الدمام

الخوف من متهوري الطرق أبرز الأسباب

مع صدور القرار السامي والذي نص على السماح للمرأة السعودية بالقيادة خلال هذا العام، فتح المجال للسيدات اللاتي في أمس الحاجة للقيادة في الوقت الذي لا تزال بعض السيدات يتمنين القيادة إلا أنهن يخشين الأمر ويشعرن برهبة خاصة إذا صادفهن متهورو القيادة على الطرق، ولا تزال هذه الرهبة «عائقا» أمام البعض في انطلاق القيادة.

مهارة عالية

ترى نورة سعد أن الرهبة تكمن بكيفية التعامل مع السائقين المتهورين، كما أن القيادة مع الأطفال مربكة نوعا ما، ولتخطي الرهبة فالأمر يتطلب مهارة عالية.

وتعتقد رجاء محمد أنها تعاني من التعامل مع الحالات الخطرة ولا تستطيع الخروج بمفردها؛ خوفا من مواجهة أحداث غير متوقع حدوثها.

بداية الطريق

وأضافت بشاير خالد: تختلف طبيعة القيادة خارج أو داخل المدرسة، فالرخصة هي مجرد بداية الطريق، لكن لا تعتبر أن المرأة تمتلك المعلومات الكافية للتعامل مع الحالات التي قد تواجهها، فلابد من الممارسة.

تجارب سابقة

أوضحت المستشارة النفسية منى الصواف، أسباب الرهبة التي تواجه السيدات المقبلات على القيادة قائلة: قرار قيادة المرأة جديد والسيدات اللاتي سيبدأن بالقيادة هن الأوائل، على الرغم من أن بعضهن لهن تجارب سابقة في دول أخرى بفترات طويلة، كما أنه سيكون نمطا اعتياديا إذا كانت البيئة المحيطة للمرأة تتواجد فيها سيدات لديهن خلفية مسبقة، ولكن عندما تكون المرأة هي في الواجهة يختلف الأمر، قد تشعر بالرهبة؛ كونها غير ملمة بأمور القيادة والخوف من التعرض للتحرش، أيضا عدم تمكن السيدات من التدريب الكافي الذي يمدهن بالطمأنينة خاصة في الطريق السريع قد يزيد الرهبة لديهن.

دعم أسري

وأضافت: لبناء الثقة في داخلها تتطرق إلى قيادة السيارة مع أطفالها أو أسرتها، فالدعم الأسري جانب مهم والمجتمع أيضا للسيطرة على الرهبة، أيضا القيادة ليست فقط الجلوس بمقعد السيارة، بل هناك أمور كثيرة لابد من معرفتها كتعبئة البنزين، وصيانة السيارة، وأمور يدركها الرجل السعودي منذ أن كان في سن 13 عاما، كما أن الدورات الإرشادية بالسيارة وصيانتها قد تعزز الثقة بنفسها.

وأوضحت المواطنة مي المحيطب، معلمة رياض أطفال، أنه بفضل تمكين المرأة من القيادة استطاعت الذهاب للعمل وإيصال ابنتها إلى المدرسة بنفسها بدلا من أن تدفع لسائق خاص ما يقارب الـ 1700 ريال شهريا، مضيفة إن آلية استخراج الرخصة كانت عن طريق التسجيل في موقع المدرسة الإلكتروني بجامعة الأميرة نورة.

أرواح الآخرين

من جهة أخرى، قالت المواطنة لمى الحريقي: أعمل موظفة في شركة وعملي غير ثابت إما أن يكون صباحا أو مساءً وسائق المنزل مقيد بأسرتي، لذلك بدأت أتعلم القيادة منذ شهر شوال على يد والدي لمدة 5 أسابيع إلى أن وصلتني رسالة من المدرسة السعودية للقيادة في الرياض، ولضيق وقتي لم أتمكن من التدرب لمدة 30 ساعة، وبانطلاقة نظام التدريب حسب الخبرة استطعت الاختبار لمدة 6 ساعات على مدار ثلاثة أيام واجتزت الأمر بسهولة، لم يكن هناك تساهل من قبل المرور أو التدريب؛ كونه موضوعا جديا، فالقيادة تعني أرواح الآخرين والسائق أيضا.

خوض التجربة

وأشارت أرباح يوسف إلى أن ما واجهته من تذمر السائق الخاص في الأشهر الأخيرة أجبرني على أن أخوض تجربة القيادة بسيارتي الخاصة، فالآن أصبحنا غير مجبرين على تحمل تذمر السائق والاكتفاء من استقدام السائقين، وأعتقد أن استمرارية الصراع لتقبل الفكرة متوقف على السيدات فقط، فشهدنا شوارع المملكة تزدهر كل يوم بأعداد من السائقات.

الألوان المطلوبة

وتواصلت «اليوم» مع إحدى الشركات المسؤولة عن تأجير السيارات وبيعها، حيث أوضح أحد المختصين بقسم المبيعات أن أكثر الألوان طلبا من قبل السيدات هي الأبيض والأسود والأحمر، ولم نصادف سيدات طلبن اللون الوردي مثلما اعتقد البعض أو ما تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أيضا يفضلن سيارات «كروس أوفر» ذات الحجم المتوسط.