صالح بن حنيتم

لا أخفيكم سعادتي عندما تواصل معي الشاب الأنيق يزيد السحيباني عارضا علي إمكانية المشاركة في برنامج معالي المواطن، الذي يقدمه المذيع المبدع على العلياني على قناة MBC للحديث عن محطات الفحص الدوري بحكم اهتمامي بالسلامة المرورية.

كانت كما يقال فرصة على طبق من ذهب للحديث عن معاناة الفحص الدوري نتيجة لازدحام المركبات وطول الانتظار الذي يمتد لساعات عند كل محطة، وبعد المسافات نتيجة لقلة عدد محطات الفحص الدوري والذي لا يتجاوز 29 محطة في المملكة!

ليست مشكلتنا في وجود الفحص الدوري، بل وجوده مهم لسلامتنا إذ من خلال اجتياز المركبة للفحص يعني أننا في أمان بعد أمان الله من أخطار ما قد تسببه أعطال المركبة، وسأذكر لكم قصة الزميل فرحان الشمري مع الفحص الدوري، يقول، عندما اشترى سيارة من إحدى الوكالات لاحظ أن هناك خللا في (الفرامل)، أعاد السيارة للوكالة وتم الفحص وقيل له السيارة سليمة، بينما مازالت المشكلة قائمة، المهم وبعد 3 سنوات، اتجه للفحص من أجل تجديد الاستمارة، ولم تجتز السيارة الفحص رغم أنها جديدة وبحالة جيدة، وكان الخلل في (البريك) الذي لاحظه قبل ثلاث سنوات، وهنا تتضح جودة الفحص وما لم تكتشفه الوكالة، تم اكتشافه في محطة الفحص الدوري.

من ينكر أهمية الفحص، لا نستغرب عندما يبحث عمن يؤجر لهم (كفرات) إطارات ولديهم استعداد بتمرير السيارة على بعض الورش القريبة من محطات الفحص، لا ليتم إصلاح ما بها من عطل بل للتحايل على أجهزة الفحص والهدف أن يضع اللاصق على السيارة بعد اجتيازها، لتجديد الاستمارة يا ترى من يضحك على من بهذا التصرف؟!!

لكي تنتهي معاناة الفحص الدوري، هناك العديد من الحلول منها الوقتي ومنها طويل الأجل، فالحلول الوقتية، زيادة ساعات العمل ولا مانع أن تكون 3 ورديات، إمكانية تفعيل خدمة التسجيل، كما يحدث مع خدمات نظام أبشر الذي حول جحيم الملفات الخضراء والانتظار في الدوائر الحكومية إلى نعيم، تمديد صلاحية الفحص ليصبح كل 3 سنوات بدل سنة وربطه بتاريخ صلاحية الاستمارة، إيجاد خبراء فحص في إدارات المرور في المدن التي لا يوجد بها فحص دوري.

الحلول الجذرية، عبارة عن حل واحد فقط، طرح مشروع محطات الفحص الدوري للمناقصة، ففي عالم التجارة تجد كل منظمة حريصة كل الحرص على كسب رضاء العملاء حتى لا تفقدهم، ولكن مع محطات الفحص الدوري القصة تختلف تماما، العملاء مرغمون على التعامل معهم وليس هناك خيارات أخرى بديلة، إذا من الطبيعي ألّا يكلف نفسه من يقوم بتشغيل محطات الفحص الدوري بفتح محطات أخرى ما دام العميل مضمونا أو (مغصوبا)!، هنا أجد شبها كبيرا بين قناتنا السعودية زمان (غصب) وناقلنا السعودي في الماضي وشكرهم لعملائهم ومشاهديهم... فهل نتخيل أن نجد في مداخل محطات الفحص الدوري «عزيزي قائد المركبة شكراً لاختيارك محطة الفحص الدوري!»