عبدالرحمن المرشد

الصادرات السعودية غير النفطية أخذت طريقا مهما على مستوى الدول المجاورة ودول المنطقة بشكل عام ولو تحدثنا مثلا عن صناعة الألبان وما يشتق عنها من أجبان وخلافه لوجدنا أن المملكة العربية السعودية أكبر منتج في المنطقة بنسبة 74% حيث وصلت المنتجات إلى دول الخليج ومصر والأردن ولبنان وغيرها وتحظى بسمعة جيدة، كما تشهد صناعة الأسماك والروبيان إقبالا منقطع النظير من العديد من الدول ويأتي على رأس هذه الصناعة أحد المشاريع المهمة على ساحل البحر الأحمر للروبيان الذي تم حجز كامل إنتاجه لبعض الدول الآسيوية مما يعزز الثقة في المنتج السعودي وجودته، وتأتي صناعة التمور كإحدى الصناعات التي لها حضور كبير على مستوى الصادرات السعودية للعالم حيث تحتل المملكة المركز الثاني من الإنتاج العالمي بنسبة 15% فيما حققت صناعة الأسمنت نجاحا كبيرا وأصبحت السعودية أكبر منتج في منطقة الخليج والثالث في منطقة الشرق الأوسط، ولكن في رأيي أن هذا التوجه والانتشار الصناعي يحتاج إلى فتح أسواق جديدة تستوعب هذه النقلة المهمة وتتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي أكدت على الانفتاح الصناعي.

يقام حاليا في الصين معرض الصين الدولي الأول للاستيراد بشانغهاي الذي افتتحه الرئيس الصيني شي جين بينغ بمشاركة 172 دولة ومنظمة و3600 شركة و400 ألف مستورد من الداخل والخارج، حيث يهدف هذا المؤتمر إلى التعاون والتشارك والانفتاح وتحقيق التنمية المشتركة ويدل على تحرك الحكومة الصينية نحو مرحلة جديدة من الانفتاح على مستوى العالم، وتعهد خلاله الرئيس الصيني بخفض التعريفات الجمركية ومواصلة توسيع إمكانية الوصول إلى الأسواق وفرض عقوبات على انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وهذا المؤتمر يعتبر بحق ملتقى عالميا لجميع الصناعات والشركات، والجميل في الموضوع أن المملكة تنبهت لأهمية هذا المؤتمر وما يمكن أن يحققه من فتح قنوات تصديرية جديدة للشركات السعودية في الأسواق الدولية، كما يأتي استكمالا للدور الذي تسعى من خلاله هيئة تنمية الصادرات السعودية إلى الترويج للمنتجات والخدمات السعودية وزيادة الحصص السوقية لها في الأسواق العالمية بما يعزز مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي ولذلك جاءت المشاركة بوفد رفيع بحضور نائب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية.

النقلة الكبيرة التي نشهدها في ظل رؤية المملكة 2030 والانفتاح الصناعي يحتم الاهتمام بتطوير إمكانياتنا وفتح أبواب جديدة ندخل من خلالها للعالم أجمع لكي يشاهد ماذا لدينا، كما أن ارتفاع المدخول غير النفطي في الموازنة العامة يؤكد على الاهتمام بالقطاع الصناعي وتصدير المنتجات السعودية للخارج وفتح أسواق جديدة للوصول الى الأسواق الدولية والرفع من الجودة التنافسية للمنتجات المحلية بما يعكس مكانة المنتج السعودي.

المشاركة في المؤتمرات والمعارض العالمية مثل معرض الصين للاستيراد بالتأكيد تحمل دلالات مهمة على فكر تسويقي جديد يبحث عن قنوات ودول تفصلنا عنها البحار والمحيطات لا تعرف عنا شيئا ولكن نستطيع أن نعرف عن أنفسنا بجودة المنتج والتميز الذي حققته الصناعات السعودية في كافة المجالات. وللحق لا بد من التركيز على التدريب لأبناء وبنات الوطن للدخول في هذا المعترك الصناعي فنحن نريد صناعة وطنية ركيزتها الأساسية الأيدي المحلية التي تساهم في التنمية والتطوير وتقليص البطالة.