عمر المطيري - جدة

أكد خبراء سياسيون أن تطبيق العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني التي بدأت اليوم الإثنين تعتبر عقوبات موجعة حتى وإن حملت بعض الاستثناءات لتزويد بعض الدول التي تمتلك عقود شراء نفط مسبقة باعتبار أن الحالات الاستثنائية مؤقتة.

وأوضحوا لـ«اليوم» أن طهران سوف تعمل على تهريب النفط خاصة أنها تمتلك الآلية والخبرة، لافتين إلى تهريبها السلاح إلى اليمن والبحرين وسوريا ولبنان وليبيا، مشددين في ذات الوقت على ضرورة مساندة دول جوار إيران في دعم العقوبات لمنعها من تهريب النفط الخام.

» تأثير واسع

وفي السياق، قال الخبير السياسي الكويتي د.علي عبدالرحمن الحويل: من المسلم به أن العقوبات التي سوف يتم تطبيقها على النفط الإيراني سيكون لها تأثير واسع على الاقتصاد الإيراني وعلى الشعب الإيراني الذي لن يتحمل ما ينتج عنها؛ ما سيعجل بخروجه إلى الشارع مرة أخرى.

وأضاف الحويل: رغم أن العقوبات استثنت ثماني دول، ولكن هذا على حساب خفض ما تشتريه، وأعتقد أن السماح لها مؤقت، وفقا لعقود مسبقة مع إيران، وفي حالة انتهائها سيمنع تصدير أي نفط من طهران، مشيرا إلى أنها ستعمل على تهريب النفط كتهريبها للأسلحة إلى اليمن أو سوريا أو البحرين أو لبنان وكذلك ليبيا. أعتقد أن الإجراءات التي سوف تتخذها الولايات المتحدة ستحد من ذلك؛ لأن العقوبات ستصاحبها إجراءات مراقبة وتفتيش.

مشددا على فعالية الدول المجاورة لإيران في إنفاذ العقوبات، وأضاف: أتوقع أن يخرج الشعب الإيراني في مظاهرات واسعة رفضا للمعاناة التي سببها لهم النظام تماشيا مع سياسته العدوانية والطائفية على دول الجوار.

» سياسة إرهابية

من جانبه قال الخبير السياسي د.أحمد الركبان: من الطبيعي أن تؤثر العقوبات على سياسة إيران الإرهابية، وسوف يتحرك الشعب ضد النظام؛ لأن العقوبات الاقتصادية وخاصة على النفط ستنعكس على الداخل أكثر من الخارج.

وأضاف: الشعب الإيراني يعاني أساسا من شظف المعيشة وانهيار البنى التحتية، والرئيس الأمريكي جاد في إجراءات تنفيذ العقوبات بكل صرامة، وطالب الخبير السياسي الدول المجاورة لإيران بموقف صارم في مساندة أمريكا لمنع تهريب النفط الإيراني أو الأسلحة.

وتوقع أن هذه العقوبات لن تؤتي ثمارها فيما يتعلق بدعم الميليشيا الإرهابية المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة في الوقت الحالي، وأشار الركبان إلى أن ذلك سيتحقق على المدى الطويل، مثنيا على الإجراءات الأمريكية بقوله: العقوبات الموجعة ستحد من مشروع الـ40 عاما الإيراني، الذي تحاول عبره شق صف المسلمين في المنطقة والعالم بنشر الفكر الصفوي الطائفي.

وختم بقوله: الشعب الإيراني لن يتحمل تبعيات سياسة نظامه، ما قد ينتج عن ذلك مظاهرات وشغب داخلي يؤديان في النهاية إلى انهيار نظام الملالي الذي ما زال يعمل جاهدا على تجويع الإيرانيين تنفيذا لمشروعه الطائفي ومستغلا الاتفاق النووي المعيب.