محمد العصيمي

سيظل (المغرد السعودي) على «تويتر» محل مداولة ونقاش وبحث وتحليل بعد انقشاع غبار قضية خاشقجي. والسبب هو أن هذا الفعل الشعبي القوي والمتواصل، من أبناء وبنات المملكة، غير مسبوق وتسجل براءة اختراعه لنا.

لم يحدث في أي دولة من الدول أن تحول الشعب إلى وسائل إعلام واعية وهادرة ضد المسيئين لها ولقيادتها، كما حدث خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة في المملكة. وهو الأمر الذي اضطر صحفا ووكالات أنباء دولية أن تثمن - وهي كارهة - هذا الموقف الشعبي السعودي، وتعترف بأنه هو الذي وقف لها بالمرصاد.

من استمع إلى ذلك المبتعث الفصيح، الذي حلل إعلام المغردين في أقل من خمس دقائق، يدرك أن منسوب وعي السعوديين بالمخاطر وما يحاك لهم ولبلادهم مرتفع جدا. وأنهم، رغم الزن الإعلامي الذي ظهر من أعدائهم، لا تنطلي عليهم هذه الرسائل الإعلامية التي يتمسح أصحابها بالحياد والمصداقية والإنسانية.

هذا الدرس الإعلامي الكبير الذي قدمه الناس العاديون في المملكة، يجب أن يكون منطلقا لفعل إعلامي سعودي محترف ومؤثر. فعل يقوم على إستراتيجيات وخطط محكمة وقيادات وعناصر بشرية مؤهلة وقادرة على إحداث الفرق في الساحة الإعلامية على المستويين الإقليمي والدولي.

أن يكون الشعب واعيا إلى هذه الدرجة فهذا أفضل ما يمكن أن يحدث في أي دولة. وإذا أضيف إلى ذلك كون هذ الشعب منتميا بهذه الصورة لوطنه ووفيا لقيادته، فإن الأمر يكون أسهل وأنجح في استثمار مواقفه لمجابهة إعلام الأعداء وهزيمتهم.

نحن قادرون على فعل إعلامي كبير ومؤثر. المهم أن نتحرك وبسرعة.