حسام أبو العلا - القاهرة

نظام الملالي يواصل التحريض لتعميق الأزمة ونسف الحلول السياسية

قال مختصون في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية: إن مبادرة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بوقف إطلاق النار في اليمن، وحضور جميع أطراف النزاع إلى طاولة مفاوضات في غضون 30 يوما هي الفرصة للأخيرة لميليشيا الحوثي لوقف مخطط تمزيق اليمن. ولم يستبعدوا في أحاديثهم لـ«اليوم»، تدخل النظام الإيراني مثلما فعل ذلك من قبل لإحباط أية مساعٍ للسلام لرغبته في تعميق الأزمة اليمنية وإطالتها للاستمرار في محاولة إيجاد موطئ قدم له في المنطقة يهدد من خلاله الوطن العربي.

» فوضى إيرانية

وقال مدير المركز المصري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية هاني غنيم: إيران لن تصمت إزاء أي تحرك دولي أو عربي لإنهاء الحرب في اليمن إذ تعتبر الفوضى في الوطن العربي فرصتها الكبرى لاستمرار دورها المتآمر للتدخل في شؤون بعض الدول، لافتا إلى أن طهران تدخلت من قبل بمنع وفد الحوثيين من الذهاب إلى مباحثات جنيف في سبتمبر الماضي، وقد تفعل ذلك بعد المبادرة التي أطلقها وزير الدفاع الأمريكي. وأعرب مدير المركز المصري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية عن تقديره للدور السعودي القوي بالتصدي لنظام الملالي الإيراني، الذي كشف عن وجهه القبيح من خلال عدد من المواقف الأخيرة، التي تؤكد سوء نواياه تجاه القضايا العربية، مشيرا إلى أنه لا يتوقع نجاح المبادرة الأمريكية بسبب المخططات الإيرانية لتقسيم اليمن إلى دولتين وإشعال الصراعات الدينية على خلفية مذهبية.

» تضليل ومغالطات

وفي المقابل، شكك خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير، في التقارير التي أصدرها مؤخرا خبراء أمميون أشارت إلى أن إيران قد تلعب دورا إيجابيا في إنهاء الحرب باليمن، مؤكدا أنها ما زالت تواصل دعم ميليشيا الحوثي، ويرى أن إيران لا تريد الحلول السياسية للأزمة اليمنية. وأشار سمير إلى أن وجهة النظر الأمريكية تبلورت بعد لقاءات عقدها جيم ماتيس نهاية الأسبوع الماضي مع عدد من المسؤولين العرب على هامش «حوار المنامة»، وأكد من خلالها ثقة واشنطن في قدرة المملكة على التوصل لحل الأزمة وبدورها المهم في التصدي لخطر التمدد الإيراني.

واعتبر خبير العلاقات الدولية المبادرة الفرصة الأخيرة للحوثي من أجل إنهاء الأزمة ووقف الحرب، التي أودت بحياة آلاف اليمنيين، معربا عن أمنياته بألا يتكرر فشل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيس في سبتمبر الماضي بتنظيم مباحثات «جنيف» بعد تراجع الحوثي عن المشاركة في اللحظات الأخيرة بتعليمات من الملالي.

» حل الأزمة

من جانبه، رهن الخبير الإستراتيجي، محمد مجاهد الزيات؛ حل أزمة اليمن بوقف إيران تهريب السلاح لميليشيا الحوثي عن طريق دول تعاني من فوضى مثل الصومال أو قراصنة في خليج عدن، مؤكدا أن وجود السلاح والصواريخ الباليستية بحوزة الحوثيين، الذين يطلقونها صوب الأراضي السعودية سيطيل أمد الأزمة ولا ينبئ بأية مؤشرات لحلول سياسية. وطالب الزيات المملكة باستمرار دورها القوي بالتصدي للتغلغل الإيراني في المنطقة، لافتا إلى أن المبادرة الأمريكية الأخيرة طوق نجاة لميليشيا الحوثي الانقلابية، لكن شريطة ألا تتدخل إيران وتفسدها.