كلمة اليوم

كما أكد معالي وزير الخارجية أمس الأول فإن العلاقات السعودية الأمريكية التاريخية ستبقى قوية ولن تتأثر بمقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأنها سوف تتجاوز القضية، ذلك أن الإدارة الأمريكية تعلم يقينا أن القيادة الرشيدة بالمملكة ليس لها يد في مقتل الكاتب، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مصمم كل التصميم على محاسبة المسؤولين عن الحادث الأليم، ولابد من التريث حتى ينتهي كامل التحقيق من قبل الفريق السعودي التركي المشترك الذي نادت المملكة بتشكيله للوصول إلى الحقائق المجردة خلف تلك القضية بما في ذلك البحث عن جثة الكاتب الذي قتل في قنصلية المملكة بإسطنبول، ولا يمكن التكهن أو التخمين بروايات مختلقة وغير صحيحة فالتحقيق لا يزال مستمرا والمملكة مصممة على محاسبة المسؤولين عن مقتله.

ومن نافلة القول التأكيد على أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد لم يكن على علم بالحادث كما تروج الأوساط الإعلامية المغرضة التي تحاول النيل من المملكة وتسييس هذه القضية وقد نسجت حولها من بنات أفكار ضالة ومضللة أراجيف لا يمكن الركون إلى صحتها ومصداقيتها، فقد عهد الرأي العام في كل مكان عن تلك الأوساط الكذب وممارسة قلب الحقائق وتشويهها وتحين أي حدث لتوجيه سمومها للمملكة، رغم علم كافة الأوساط السياسية والإعلامية النزيهة في سائر دول العالم أن تضارب التقارير المغلوطة عن خروج الكاتب من القنصلية كان وراء سبب الدعوة التي أعلنتها المملكة بأهمية تشكيل الفريق المشترك لإظهار الحقائق الكامنة وراء الحادث.

وتشعر القيادة الرشيدة بالمملكة بأن مقتل الكاتب خطأ جسيم يتحمل مرتكبوه كامل المسؤولية عنه ويتوجب محاكمتهم وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيما أقدموا عليه، والمملكة ترى دائما أن الثروة البشرية هي من أغلى وأثمن وأهم ثرواتها على الإطلاق، والكاتب المقتول هو مواطن سعودي ينسحب عليه ما ينسحب على المواطنين من رعاية وعناية، وما زال المسؤولون بالمملكة سواء من الفريق المشترك أو من خارجه يبذلون قصارى جهدهم لتقديم كافة المعلومات عن القضية كلما توافر شيء منها، وسوف يحاسب أولئك الجناة على ما اقترفته أياديهم الملطخة بدماء الكاتب، ولن تكون هذه القضية حجر عثرة أمام العلاقات الحميمة التي تربط المملكة بسائر دول العالم بما فيها الولايات المتحدة. والمملكة حريصة أشد الحرص على مواصلة تقديم أي معلومة عن الحادث بمجرد توافرها تسهيلا لأعمال فريق التحقيق ورغبة في الوصول بالسرعة الممكنة لملابسات الحادث وما اكتنفه من غموض، فالمملكة ليس لديها ما تخفيه حول مقتل الكاتب ويهمها قبل غيرها التوصل إلى الحقائق.