كلمة اليوم

المكالمة الهاتفية التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يوم أمس الأول من فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشارت إلى سير التعاون السعودي التركي المشترك حيال التحقيق في قضية اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول، وقد أثنى الرئيس على التعاون القائم بين البلدين للوصول إلى حقائق الملابسات حول اختفاء الكاتب، ويهم الولايات المتحدة وسائر دول العالم الوقوف على تلك الملابسات والوصول إلى حقائق الاختفاء، وترأس المملكة حاليا فريق التحقيق وكانت قد دعت تركيا لتشكيل هذا الفريق بين البلدين، ومنذ اختفاء الكاتب والقيادة الرشيدة بالمملكة تشعر بالقلق إزاء ما حدث فقد عهد عنها الاهتمام بمصالح المواطنين والسعي لاستقرارهم ورخائهم وأمنهم وإبعاد كل ما من شأنه إلحاق الضرر بهم أيا كان شكله، والكاتب مواطن سعودي ينسحب عليه من الاهتمام والرعاية والعناية ما ينسحب على بقية المواطنين، وقد حاولت بعض الأوساط السياسية والإعلامية توظيف الحدث من أجل تسييسه لأغراض لا تخرج في مضامينها عن العداء المستحكم الذي تضمره تلك الأوساط للمملكة، وقد أعلنت المملكة منذ الاختفاء عن شجبها واستنكارها لتلك الأبواق المأجورة التي تهرف بما لا تعرف وتتخبط في دياجير ظنونها ومزاعمها وأباطيلها التي لا أصل لها من الواقع.

وقد نصحت المملكة، تلك الأوساط وسائر من يحاول دس السم في العسل والتطبيل والتزمير لتكهنات وتوقعات لا تمت إلى الحقائق بصلة، بالتريث إلى حين انتهاء الفريق السعودي التركي المشترك من أعماله التي يقوم بها لكشف ملابسات الاختفاء ودواعيه وأسبابه، غير أن تلك الأوساط المأجورة أبت إلا مخالفة تلك النصيحة وراحت تسبح في بؤر أوهامها وتنسج من الروايات الباطلة ما لا يتوافق مع أبسط مبادئ العقلانية والمنطق، وقد تعودت تلك الأوساط نشر أراجيفها الباطلة وتحين أي حدث لقلب الحقائق وتعميتها أمام الرأي العام في محاولة يائسة لتضليله، وهي بذلك تلعب بالنار، فسرعان ما يكتشف أي متلق لتلك الحماقات بطلانها وسقوطها الذريع أمام الحقائق المجردة التي لا تقبل التلاعب بعقول البشر وزجهم إلى عوالم مليئة بالأكاذيب، وإشادة الرئيس الأمريكي بموقف المملكة الثابت حيال التعاون اللامحدود مع السلطات التركية لتبيان الحقائق للعالم، تدل دلالة واضحة على حرص المملكة على الوصول بسير التحقيقات إلى كشف مختلف الملابسات التي اكتنفت اختفاء الكاتب، وتجاهلها لكل الأراجيف التي تروجها فئة ضالة ومضللة باعت ضمائرها لشياطينها وخرجت عن جادة الصواب لتغرق في بؤر عميقة من الأباطيل والضلال.