د.شلاش الضبعان

أعتقد أن من أصعب الأمور في الحياة أن تنتظر زوجتك في مستشفى أو ابنتك أمام مدرسة البنات، أما الانتظار أمام الفرع النسائي للمصرف فهذا موقف مهول تشيب منه الرؤوس وتدمع بسببه العيون!

والسبب أنك ستنتظر الساعات الطوال أمام المبنى المقصود، فإذا خرجت البنت أو الزوجة المنتظرة، بدلا من أن تهاجم ستختلط دموعك بدموعها، وتدافع كلمات المرارة بكلمات المواساة، من طرق التعامل التي لا يمكن أن توصف إلا بالتعالي واللا مبالاة، فعند باب المدرسة ستقول للحارس ويقول لك اتصل على هذا الجوال، وإن اتصلت على الجوال ستتلقى الرد بعد محاولات ومحاولات، وإذا خرجت البنت قالت: لم يخبرني أحد أنك تنتظر إلا متأخرا، وعندما يكون انتظارك أمام بوابة العيادات النسائية أو الطوارئ ستخرج لك مريضتك تشتكي من التعامل الفظ الذي لاقته من الطبيبات والممرضات، وأن هناك عدم ترتيب في الدخول، فهناك أناس تقدم على أناس، وأن هناك تشكيكا في مرض المريض، أما إصدار البطاقة البنكية وفتح الحساب فهو إنجاز لأنه إعجاز، فمصرفك يعاملك على أنك متهم حتى تثبت إدانتك، طبعا إلا في بداية توقيع القرض!

هل هذه الشكوى خاصة بالإدارات والأقسام النسائية؟

من خلال المشاهدة فإن الجواب بلا تردد: إن الشكوى في الأقسام النسائية أكثر من غيرها مع تميز هذه الأقسام بالعديد من الميزات التي تفتقدها الأقسام الرجالية!

قد يكون السبب حياء المرأة الذي يمنعها من المجادلة والمناقشة، فتتجرأ عليها من تملك الخبرة والجرأة، وقد يكون السبب الحلا والمأكولات الموجودة وما يتبعها من حكايات توقفها يوقف جمالها، وقد يكون السبب ضعف الرقابة سواء من القيادة النسائية أو الرجالية!

ولكن أيا كان السبب، يجب أن يراجع الأمر وتتخذ تجاهه الحلول المناسبة، فباعتقادي أن الموضوع زاد عن حده!

هل هناك حل؟!

نعم! هناك حلول، ومن ذلك - وعليه يدور الموضوع - أن تقوم الموظفات بواجبهن تجاه بنات جنسهن، فالفشل يبقى وصمة عار في جبين الفاشلين، ولا يفرق بين ذكر وأنثى! وأن يتم توعية الموظفات وتدريبهن!

وأن يتم تفعيل الرقابة والمحاسبة، فكون الموظفة امرأة لا يجب أن يعفيها من المحاسبة في حال التقصير، ولا يجب أن يقال: ليس هناك أشد على المرأة من المرأة!