كلمة اليوم

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه حيال مصير الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى عن الأنظار قبل أكثر من أسبوع وهو قلق تشاركه فيه المملكة وتشاركه فيه كل الدول المحبة للوصول إلى حقيقة الاختفاء وملابساته ودوافعه، وعدم اعجاب الرئيس بما يسمع من تلفيقات من مصادر عديدة تضمر الحقد والكراهية والبغضاء للمملكة هو عدم اعجاب يدور في خلد العديد من دول العالم التي مازالت تنتظر نتائج التحقيقات في الاختفاء الغامض، والقصص السيئة التي يتم تداولها من قبل أوساط إعلامية وسياسية مغرضة ليست محط عدم اعجاب من قبل الرئيس الأمريكي وحده، ولكنها تزعج الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية في دول عديدة من ضمنها المملكة التي مازالت تبحث في ملابسات الاختفاء وأسبابه وظروفه، فالقلق يساور كل الباحثين عن الحقائق المجردة التي يجب أن تظهر للعالم بعيدا عن كل ما رافقها من أباطيل وأراجيف لا صحة لها فهي تخوض في بؤر من التخمينات والظنون البعيدة تماما عن أي مصداقية إعلامية يجب الالتزام بها للعثورعلى الحقيقة دون الخوض في غمار تهويمات لا أساس لها من الواقع والبعيدة كل البعد عن المهنية الصحفية كما يجب أن تمارس من قبل الصحفيين والإعلاميين الشرفاء الباحثين عن صحة الأحداث ومصداقيتها دون جعجعة فارغة تمارس من قبل أوساط إعلامية وصحفية فقدت مصداقية ما تطبل له وتزمر منذ زمن بعيد، فالاختفاء في جوهره غير قابل لتلك الجعجعة الفارغة من محتوياتها ولكنه قابل للبحث بتجرد كامل عن الحقيقة المجردة التي سوف تظهر بعد التحقيقات ليكتشف أولئك المجعجعون أخطاء ما ذهبوا إليه من تصرفات غوغائية هوجاء لا تمثل بكل أساليبها الملتوية إلا زوبعة في فنجان.

ومن أبسط أخلاقيات العمل الإعلامي والصحفي هو التجرد من طرح الآراء المتطرفة البعيدة عن الصدق والمكاشفة والمصارحة، غير أن بعض الأوساط الإعلامية عبر أبواقها المسعورة لا يحلو لها دائما إلا دس السم في العسل واغتنام أي حدث لبث أراجيفها ضد المملكة دون رادع من عقل أو ضمير رغم علمها يقينا بأخطاء ما ذهبت إليه وما تزعمه من أكاذيب لا صحة لها، ولكنها استمرأت باستعراض ما تقوم به أجهزتها المرئية والمسموعة والمقروءة أساليب التدليس والمداهنة وقلب الحقائق وطمسها، وازاء ذلك فان الوثوق بأراجيفها من قبل أي متلق يسقط فور اذاعته أو بثه أو نشره لتغدو أشكال تلك الأبواق مدعاة للسخرية داخل حدودها وخارجها، فلا يصح إلا الصحيح سواء فيما له علاقة بظروف اختفاء الكاتب السعودي أو ما له علاقة بأي حدث تتوخى الأوساط الإعلامية والصحفية والسياسية الوصول إلى جوهر حقيقته دون تزييف يخرجه من الواقع ويقذف به إلى بؤر عميقة من الأباطيل والأراجيف.