محمد البكر

في معظم دول العالم تعتبر خطوط المشاة من الأولويات التي لا يمكن التهاون بها، سواء كانت داخل الأحياء السكنية والتجارية أو في الطرق السريعة. كما أن احترام تلك الخطوط من قبل المشاة أنفسهم يعتبر أمرا محسوما. فلا يتحمل السائق أي مسؤولية عن إصابة الشخص العابر للطريق في غير المكان المخصص لعبوره. تلك ثقافة ترسخت لدى دول العالم وشعوبها ما عدا عالمنا العربي. فلا اختلاف إن كانت تلك الثقافة معدومة لدى بعض السائقين أو المشاة، أو كانت من البلديات والمرور ومخططي المدن. فجميعهم يشتركون في ثقافة واحدة لا تعير هذه القضية الاهتمام المناسب.

وإذا كان العبور في الطرق السريعة التي تربط بين المدن يعتبر ضربا من الجنون، إلا أن هناك طرقا داخلية «عريضة»، تنتشر المحلات التجارية على جانبيها مما يضطر المتسوقين لقطعها؛ بسبب عدم وجود بديل آمن لعبورهم مثل: الجسور، أو الأنفاق، أو الممرات الآمنة. مما يعرضهم لخطر الدهس.

في أحد الشوارع التي تم افتتاحها في الخبر قبل عدة أشهر، وضعت البلدية حاجزا في وسطه لمنع عبور المشاة، إلا أن القاطنين هناك وغالبيتهم من العمالة الآسيوية، أصبحوا يتسلقون الحاجز؛ ليعبروا للجانب الآخر تارة لغياب الوعي، وتارة أخرى لعدم وجود البديل الآمن لعبورهم وهذا هو الأهم. وما يحدث في هذا الشارع يتكرر في شوارع معظم مدننا السعودية.

نريد مشروعا وطنيا لا اجتهادات فردية. نريد مشاريع بلدية معتمدة في ميزانياتها بعيدا عن مساهمات القطاع الخاص. نريد جسورا كهربائية يمكن للنساء وكبار السن وأصحاب الهمم الاستفادة منها. نريد إشارات تخصص للعبور تعمل من خلال كبسة زر كما نشاهدها في كل دول العالم ومزودة بكاميرات لردع المستهترين مع مضاعفة الغرامات عليهم. نريدها أمام المدارس وحول المستشفيات والمجمعات التجارية والشوارع المزدحمة. ولهذا قلت إننا بحاجة لمشروع وطني لا اجتهادات فردية.. ولكم تحياتي