صفاء قرة محمد ـ بيروت

لا ينقص لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادّة قد توصل البلاد إلى حائط مسدود، بالإضافة إلى تعثر ولادة الحكومة نتيجة الخلاف على الحصص الوزارية بين الفرقاء السياسيين، إلا أن تشن إسرائيل حربا على «حزب الله» في الداخل اللبناني، وفي الوقت الذي يخشى الشارع اللبناني وقوع حرب، ربما يسعى الحزب إلى استدراج إسرائيل لها، نجد الاختلاف في وجهات النظر بين المحللين والخبراء العسكريين في احتمالية وقوع هذه الحرب بعد تهديدات بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة بتوجيه ضربة ساحقة لحزب الله في حال نفذ أي هجوم ضد إسرائيل، وكشفه عن صور لمخازن للسلاح، ويبقى احتمال وقوع هذه الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» ذراع إيران أمرا واردا، طالما أن طهران لا تزال تحاول التمدد في سوريا رغم محاولات روسيا تحجيم هذا التمدد، إضافة إلى أنه لا يلوح في الأفق أي جديد على مسار ملف إيران النووي وتصعيد الإدارة الأمريكية في العقوبات.

ويرى العميد المتقاعد نزار عبدالقادر، في تصريح لـ«اليوم»، أن الحرب لن تقع والسبب الأساسي لذلك لا يستند إلى تصريحات الطرفين. وأضاف عبدالقادر: كل ما نسمعه يصبح من باب الدعاية، سواء الدعاية التي يراد منها تحقيق أهداف ثانوية مثل زيادة مساعدات الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل أو إيجاد حالة معنوية معينة لدى «حزب الله» في هذه الفترة التي بدأ يتعرض فيها لضغوط هائلة دوليا وعربيا وإقليميا، بالإضافة إلى الضغوط التي تتعرض لها إيران والهجمة على وضعها في سوريا والعراق وداخل إيران نفسها، كل هذا قد يتطلب رفع معنويات للقاعدة الشعبية لـ«حزب الله».

من جانبه، يعتبر الخبير الإستراتيجي في الشؤون الدولية سامي نادر، أن نسبة احتمال نشوب حرب مرتفعة، لأنه ليس هنالك أي مسار تفاوضي مع إيران، لا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولا الأوروبيين، والمسار آخذ منحى تصعيديا، بالإضافة إلى أن كل الاتفاقيات التي تمت الإشارة إليها عقدت بين أطراف إقليميين بشأن إيران وإبعادها يبدو أنها هشة، موضحا أن ما يزيد الأمور هشاشة هو التوتر الحاصل بين روسيا وإسرائيل، وهذا التوتر يصعب أي عملية عسكرية في الداخل السوري ومن هنا فالساحة اللبنانية مرشحة لأن تكون ساحة المواجهة البديلة، لا سيما أنها البيئة الحاضنة لحزب الله ومركزه، فلقد أتت قصة الصواريخ لتزيد الطين بلة ولتعطي إسرائيل الحجة.

ويلفت إلى أن كل الكلام عن حرب مع إسرائيل لا يشد عصب أي قاعدة شعبية في لبنان نظرا إلى الوضع الاقتصادي الذي يمر به اللبنانيون.