محمد العصيمي

بالعودة إلى ما عشناه خلال اليومين الفائتين من احتفالات اليوم الوطني لربما جاز التفكير أو الاقتراح بأن تكون مدة إجازة هذه الاحتفالات ثلاثة أيام، خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، أصدر أمره الكريم بأن تمدد الإجازة ليوم آخر، بعد أن بات واضحاً أن الناس هذه السنة تعيش بهجة عارمة يصعب وصفها على امتداد أراضي المملكة.

الفعاليات والمهرجانات وإشباع رغبة المواطنين بالتعبير عن حبهم لوطنهم واعتزازهم بالانتماء إليه لا يكفيها يوم واحد ولا حتى السنة كلها؛ لكن ثلاثة أيام تعطيهم أكبر وقت ممكن للتفرغ للاحتفالات والتفاعل معها هم وأولادهم وأطفالهم.

وما دمنا أتينا على سيرة الأطفال فقد سرني جداً أن أراهم في كل مكان يتوشحون علم بلدهم أو يرفعونه بأيديهم ويبتسمون لكل من (يستملح) حضورهم وتفاعلهم العفوي مع هذه المناسبة. هذه اللوحات الطفولية الجميلة لم نكن نراها في سنوات سابقة؛ ما يعني أننا فوتنا كثيراً من الفرص لبناء معنى الوطن في نفوس صغارنا، الأمر الذي يجري تعويضه الآن بعد أن أعطي الناس حرياتهم ليعبروا عن عاطفتهم الوطنية.

الأمر الآخر الذي لفت نظري هو نوعية إعلانات الشركات بمناسبة ذكرى يومنا الوطني. هناك، كما هو واضح، سباق على الإبداع بين هذه الشركات التي تضمنت إعلاناتها رسائل موحية ومؤثرة تجاه هذه الذكرى وما تعنيه للسعوديين الذين أصبحوا أكثر قرباً من مواطن الإبداع والابتكار والتأثير في مسارات المستقبل الواعد لبلادهم.

وقد كان للمرأة نصيب الأسد من الصورة الإعلانية في اليوم الوطني؛ ما يدل على أننا تجاوزنا مرحلة تمكينها إلى مرحلة تمكين الوطن من خلالها كما هو الحال تماماً مع الرجل.

بطبيعة الحال يصعب في هذه المساحة أن أذكر كل ما لفت نظري في احتفالات هذه السنة الاستثنائية، لكن بالرجوع إلى أصل الموضوع فإن احتفالاتنا الوطنية، من الآن وصاعداً، تستحق فعلاً إجازة ثلاثة أيام لنرسخ مزيداً من حضور الوطن العزيز في نفوسنا ونفوس أبنائنا وبناتنا.