ملاذ سيف - الدمام

أم نورة، سيدة سعودية، خاضت أسوأ الظروف وأصعبها، مرت بتجارب كثيرة صقلتها وأخرجت إبداعها، امتهنت الرسم ونقش الحناء والخياطة حتى أصبحت خبيرة تجميل، أجبرتها ظروفها على البحث عن مهنة تسد قوتها وقوت ابنتيها الصغيرتين وواصلت مسيرتها حتى نجحت في دخول موسوعة «جينيس» لأكبر طبق هريس خلال مشاركتها في دولة الإمارات.

وتعلمت «أم نورة» الطبخ في صغرها ولم تضع بحسبانها يومًا أن طبخها لأهلها سيكون تذكرة عبور لدول عالمية، وبدأت باقتراح صديقاتها أن تأخذ مقابلًا ماديًا لما تطبخه لهن، وبدأت على استحياء وشاركت في أول نسخة لمعرض الظهران الدولي للأسر المنتجة، وفي بداية الأمر لم تقبل مشاركتها لكن بمساعدة محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي وضعت طاولتها المزينة بأطباق بسيطة وخلال جولة الأمير بدر على المعرض زار ركن أم نورة، وقدم لها مساعدة مالية لتكمل طاولتها بأصناف أخرى إلى أن أصبحت طاولتها تحتوي على 18 صنفًا، وأخذت 4 شهادات لتميز أكلها وطاولتها بتصويت من زوار المعرض.

وقالت أم نورة: إنها كانت تبيع في حديقة الملك عبدالله لفترة ولظروف معينة تركتها، وانتقلت للقرية الشعبية واستأجرت محلًا لمدة ستة شهور، إلا أنها اختلفت مع صاحب العمل وأغلق محلها.

وأشارت إلى أن ما يميزها هو الإبداع المتجدد، فهي في كل معرض تجدد أدواتها وطريقة تزيين طاولتها، وتبتكر أسماء لكل طبق تصنعه وتشبه أطباقها بأطفالها وعند إخراجها لطبق جديد يجب أن يحظى باسم أو لا تخرجه، ولديها أكثر من 50 اسمًا لأطباقها. وتؤكد أنها أول فتاة سعودية تصنع الحلوى البحرينية أمام الزوار في مهرجان بيت الشرقية، ونصبت خيمة «أم نورة» في المهرجان وتعاونت مع محل يصنع الحلوى من دولة البحرين وخلال اليوم الثالث استطاعت كسب قيمة الإيجار، الذي بلغ 30 ألف ريال سعودي، ودخلت موسوعة جينيس لأكبر طبق هريس خلال مشاركتها في دولة الإمارات وبمشاركة أحد الطباخين الإماراتيين.

وتشير إلى أن كوب الذرة، الذي كانت تبيعه وعملها الشريف ربى أبناءها وبناتها وتفتخر بما أصبحوا عليه اليوم.