أمجاد سند - الدمام

يزداد كل يوم ويحتاج إلى تنظيم بعيدا عن الاستغلال

وتشهد مجالات العمل التطوعي نموا ملحوظا في الآونة الأخيرة في القطاعين العام والخاص، نتيجة لزيادة الإدراك والوعي بالمسؤولية الاجتماعية من قبل أفراد المجتمع وخاصة الشباب، وذلك تزامنا مع رؤية المملكة 2030 التي تولي التطوع اهتماما كبيرا حيث تسعى جاهدة للوصول إلى مليون متطوع.

على ضوء ذلك أعرب سعود النويشي الحاصل على الرقم القياسي لأعلى عدد ساعات تطوعية في بنك المسؤولية المجتمعية عن رغبته بالمساهمة في تحقيق هدف الرؤية، مبينا دور التطوع في صقل شخصيته واكتشاف جوانب لم تكن ظاهرة أثناء الدراسة واكتساب مهارات جديدة بالإضافة لخبرات عديدة في مختلف المجالات.

ودعا النويشي إلى أهمية وضع إطار تنظيمي للأعمال التطوعية لتوجيه تلك الجهود إلى خدمة المنافع المجتمعية والوطنية غير الربحية بسبب استغلال بعض الشركات التجارية بعض الشباب تحت مسمى «تطوع» وهو في الحقيقة عمل تجاري بحت، لا يمت للتطوع بصلة، علما أن التطوع عمل سامٍ وأخلاقي، ولا يجب استغلاله لجني الأرباح على حساب وقت الشباب.

وأشارت المتطوعة آلاء عبدالإله، إلى أن بعض الصعوبات التي تواجه المتطوع تتمثل في افتقار بعض الجهات إلى التنظيم في العمل، متسببة في إهدار الوقت والجهد، إضافة لامتناع بعض الأهالي عن إرسال أبنائهم كمتطوعين خاصة في أعمار مبكرة، متسائلين عن المقابل لذلك.

وأردفت قائلة: «المردود من التطوع هو التقدم في مجال أحبذه مثل المكتبة وخدمة روادها، وباعتقادي أن استقطاع ثلاث ساعات أسبوعيا في مجال شغفك كفيل بتعزيز شعور الرضا لديك».

بدورها، بينت صيتة صالح أنها أحبت روح الفريق والتعاون بين المتطوعات موضحة أن التطوع فرصة عززت لها بعض النواحي التي كانت تعتقد أنها ليست جيدة كفاية فيها، مُشيدة باكتشافها لمقدرة التعامل مع الحضور بكل مهنية، مستاءة ممن يحاول التهرب والتخاذل من المسؤولية الملقاة على عاتقه، قائلة: «أجد أن التطوع هدف سامٍ يجب أن يكون نابعا من شخص يحتسب فيه الأجر أولا ويستشعر شعور العطاء ثانيا، لأن العطاء يعود على الفرد بالسعادة أضعاف الكم الذي يُعطيه ويبعث الرضا في النفس».

وعبر المتطوع عبدالرحمن الصالح عن تجربته في التطوع بالحج التي وصفها بالفريدة، وأوضح أن الظهور المشرف لرجال الأمن عبر وسائل الإعلام أثناء موسم الحج كان دافعه الأول للمشاركة فيه، مبديا سعادته البالغة بكل كلمة أو دعوة صادقة من حاج.

من جهته، أشار الأخصائي النفسي الإكلينيكي د. سعيد القرني إلى أن العمل التطوعي أمر فطري لدى الإنسان السوي الذي لا يعاني عقدا على المستوى الشخصي أو المجتمعي، موضحا أن العوائد تكون ذاتية منها الشعور بالرضا الداخلي، كما يستخدم العمل التطوعي لعلاج بعض الحالات المرضية، خاصة من يعاني رهابا اجتماعيا.

من جانبه، أكد مدير التخطيط والتطوير بمؤسسة (شباب خير أمة) خالد العويمري أن إقبال الشباب على الأعمال التطوعية يزداد يوما بعد يوم، تبين ذلك خلال مشروع أمان الذي استقطب ما يقارب 8000 متطوع ومتطوعة من جميع الفئات العمرية من الأطفال وحتى كبار السن. وأضاف العويمري أن من أهدافنا مواكبة رؤية المملكة من خلال إطلاق مشاريع تطوعية ضخمة تستقطب أعدادا كبيرة من المتطوعين.

التطوعي يواجه كثيرا من الصعوبات، تتمثل في افتقار بعض الجهات إلى التنظيم، متسببة في إهدار الوقت والجهد، إضافة لامتناع بعض الأهالي عن إرسال أبنائهم كمتطوعين خاصة ممن هم في أعمار مبكرة، متسائلين عن المقابل لذلك!