كلمة اليوم

في موسم الحج حيث تتجمع فيه الآلاف المؤلفة من المسلمين ليؤدوا فريضتهم الايمانية في زمن محدد وأماكن محددة، وهو تجمع لا يتكرر بهذه الصورة المهولة والرائعة الا في هذه المواسم العظيمة فان على المسلمين في التفافهم حول راية التوحيد في موسم لا يجوز فيه الرفث والفسوق والجدال أن يرفعوا أياديهم الى رب العزة والجلال لاهجين بالدعاء لوجهه الكريم أن يغفر لهم ذنوبهم ويتوب عنهم ويسدد خطاهم في دنياهم لبذل صالح الأعمال التي تقربهم من وجهه تعالى وتدخلهم في جناته الواسعة بتلك الأعمال الجليلة وأجلها الوقوف أمام بيت الله الكريم في أقدس بقعة على الأرض لمناجاته وطلب غفرانه ومثوبته.

وما أحرى بالمسلمين في هذا التجمع الضخم أن يرفعوا أكفهم بالدعاء لرب العزة والجلال أن يسدد خطاهم ويرفع الغمة التي خيمت سحبها على سماوات بعض الدول العربية والاسلامية وهي تخوض في حمئة فتن وطائفية وحروب وأزمات ما كان يمكن أن تحدث بين صفوفهم لولا ابتعادهم عن تحكيم كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلوات والتسليمات، والأمتان العربية والاسلامية في أمس الحاجة وبعض الديار لتعيش وتتعايش مع تلك الأزمات الطاحنة بأن تعود الى نصوص العقيدة الاسلامية السمحة المستقاة من الكتاب والسنة للخروج بسلام من تلك الخلافات والفتن.

مبادئ تلك العقيدة الربانية السمحة تدعو للتعاضد والتوحد والتراحم والتكافل ونبذ الفرقة والتشرذم وألوان الشرور السارية اليوم في عدد من المجتمعات العربية والاسلامية وعلى رأسها ظاهرة الارهاب البعيدة تماما عن روح تلك النصوص العظيمة الداعية الى لم شمل المسلمين لمواجهة أعدائهم وعدم الرضوخ لمفاهيم موغلة في الخطأ عن تعاليم الاسلام ومبادئه وتشريعاته، فهي كلها تنادي بالانتصار للحق واعلائه ودحر الظلم والطغيان والجبروت المتمثلة في أساليب أصحاب تلك الظاهرة المتمسحين بالعقيدة الاسلامية السمحة وهي بريئة كل البراءة من أعمالهم الضالة والغارقة في دياجير الظلام والظلم.

ما أحوج المسلمين في هذا الموسم العظيم الى الالتفاف حول مبادئ عقيدتهم الربانية والدعوة الى توحيد كلمتهم وصفوفهم في زمن يغلي كالمرجل بالموبقات والرذائل والمفاسد، ويغلي بموجات من الارهاب الذي سرت ألسنته كالنار في الهشيم داخل العديد من المجتمعات البشرية التواقة الى السلام والأمن والعدل والاستقرار والحرية ولن تتمكن من نشر تلك العوامل الخيرة الا بالعودة الى نصوص العقيدة الاسلامية السمحة والتمسك بها بالنواجذ، فالمسلمون مطالبون في تجمعهم الكبير هذا بالعودة الى تعاليم عقيدتهم الاسلامية والتمسك بها وتجنب ما يناقضها من ادعاءات وأراجيف وأضاليل لا تدعو الا الى الفرقة والتشرذم وذهاب الريح.