مها العبدالهادي - الدمام

زادت نسب الطلاق بالمملكة في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، وطالبت استشاريات الأسرة بضرورة تفعيل دور برامج التأهيل للزواج، كأحد الحلول للحد من زيادة نسب الطلاق.

ووفقا للمستشارة الأسرية فاطمة العجلان فان وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة نسب الطلاق، حيث بلغت صكوك الطلاق حسب إحصائية وزارة العدل 57475 صكا للعام الماضي.

وأضافت ان وسائل التواصل تقدم للمتابعين حياة افتراضية غير حقيقية، وفي الفترة الأخيرة زاد ابراز الحياة الخاصة للمشاهير مما يجعل الفتاة المقبلة على الزواج أو المتزوجة تشعر بأن حياتها الزوجية ليست بالشكل الذي تتمناه وبالتالي تسخط على الزوج وتنهي العلاقة، موضحة أن الخمس سنوات الأولى من الزواج تكون اختبارا للطرفين، فغالب حالات الطلاق تقع خلالها، حيث انه يجب على الزوجين استيعاب اختلاف الأفكار والبيئات والأمزجة، ومحاولة فهم الطرف الآخر.

وأضافت ان تقصير الزوج بإعطاء زوجته حقوقها المالية والاجتماعية، يعد من أبرز مسببات الطلاق، بحيث تكون الفتاة معتادة على أن يكون لها مبلغ مالي شهري قبل الزواج، وبعدما تتزوج لا يلبي زوجها احتياجاتها المالية، أو أن تكون الزوجة موظفة ويستغل زوجها ذلك بشكل غير مباشر.

وذكرت العجلان أن الأسرة قد تسهم أيضا في ارتفاع نسب الطلاق، فعلاقة الأم مع الأب تؤثر سلبيا وإيجابيا في تربية الأولاد، ومدى تحملهم للمسؤولية الشخصية أو الاجتماعية، وبالتالي عندما يتزوج الرجل ويجد أي تقصير من الزوجة يغضب، وبالمثل الزوجة، عندما يتأخر الزوج في تلبية أحد طلباتها تغضب، وتبدأ الخلافات.

ونوهت العجلان على أن استشارة المتزوجات لغير أصحاب خبرة حين مواجهتها لأي مشكلة، من أكبر مسببات الطلاق، حيث ان من استشارتها قد تكون في نفس السن وبالتالي تعطيها خبرة خاطئة، لذلك يجب على المتزوجة ان تلجأ لأهل الخبرة مثل الاستشاريات، أو امرأة كبيرة بالسن في العائلة.

من جهتها، أوضحت المدربة والمهتمة بقضايا الأسرة لطيفة الجعفري، أن الحياة المادية والكماليات تمثل ضغطا على الأسرة، فتنمو المشاكل وتتفاقم وتصل الأمور إلى الطلاق، بالإضافة لدور الإعلام وما يبثه فيما يخص صورة الحرية والخروج مما يسمى الصور النمطية للأسرة.

الخيانة تنهي الزواج

وأوضحت الجعفري أن الخيانة الزوجية من قبل الزوج، وضعف إعداد الزوجة كمربية وزوجة ومسؤولة داخل منزلها، لها نسبة واضحة في زيادة الطلاق، ومما يزيد الأمر سوءا، الضعف في تطبيق السلوكيات الشرعية للأزواج، حيث انها ترسم خطوطا وحدودا لكل ما يخص الأسرة في كل أحوالها سواء في حال الخلاف، موضحة أن عدم فهم المعنى الحقيقي للقوامة والتي هي الدرع الواقي للأسرة والضابط لاستقرارها، يؤدي للخلاف دائما.

وفي السياق، أوردت جمعية وئام أن عدد المستفيدين من برامج تأهيل المقبلين على الزواج بلغ 2123 منهم 458 فتاة عام 2017، كما بلغ عدد المستفيدين خلال الأعوام الثمانية السابقة 8235 شابا وفتاة.