تقرير- عمر أمانات

الإدارة الاتحادية أسدلت الستار على الديون الخارجية

عادت نبرات التفاؤل بين الأوساط الاتحادية من خلال إبرام الإدارة برئاسة نواف المقيرن وأعضاء إدارته للعديد من الصفقات المحلية والأجنبية تحضيرا للموسم الرياضي المقبل المتخم بالعديد من المنافسات المحلية والقارية.

ولعل مجمل تلك الاستحقاقات يتضمن الدوري السعودي للمحترفين والبطولة العربية وكأس الهيئة العامة للرياضة وكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس آسيا للأندية المحترفة والتي يأمل الاتحاديون العودة للمنافسة عليها بشكل قوي جراء تلك التعاقدات.

وكان الفريق قد تعرض الموسم الماضي لعقوبتين صارمتين من لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم تمثلتا في حسم ثلاث نقاط من رصيد الفريق في الدوري ثم المنع من تسجيل محترفين جدد لفترتي التسجيل الصيفية والشتوية.

** أوقات عصيبة

عاش الاتحاديون أوقاتا عصيبة نظير تبعات تلك العقوبات في مقابل تسجيل الأندية المنافسة للعديد من اللاعبين الجدد لتقوية فرقهم في حين حاولت الإدارة الفنية حينها بقيادة المدير الفني التشيلي خوزيه لويس سييرا معايشة واقعه ومحاولة الخروج بأقل الخسائر ليتمكن أخيرا من خطف كأس ولي العهد ثم كأس خادم الحرمين الشريفين على التوالي خلال الموسمين الماضيين.

** تحدٍ جديد

يخوض الرئيس نواف المقيرن وأعضاء إدارته تحديا بعد أن تم تكليفهم من قبل رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ لمدة موسم رياضي واحد، حيث عايش الاتحاديون منذ موسم 2010 وحتى موسم 2017 أياما عصيبة خُذلت فيها الجماهير بعد أن اعتادت على المنافسة وبقوة على كبرى البطولات ومنها الدوري الذي كان آخر عهدهم به في موسم 2009 كما كانت آخر منافسة شرسة خاضها النمور على دوري أبطال آسيا للأندية المحترفة في ذات الموسم حينما خسر الاتحاد في النهائي أمام نظيره بوهانج الكوري بنتيجة 2-1.

** عودة لأجواء التعاقدات

اعتمدت إدارة نادي الاتحاد بشكل جزئي على التقرير الفني الذي سلمه المدير الفني السابق للفريق الأول الكروي خوزيه سييرا الذي كان متابعا وشاهدا على مستويات اللاعبين خلال موسمين متتاليين كما تم تشكيل لجنة للمتابعة مع الجهاز الفني الجديد بقيادة الأرجنتيني دياز لإبرام سلسلة من التعاقدات تحضيرا للموسم الجديد.

وكانت بداية العمل من خلال التجديد لنجم خط الوسط فهد المولد إلى جانب الحارس فواز القرني كما تعمل حاليا لإغلاق ملف التجديد للاعبين جمال باجندوح وعساف القرني للمحافظة على اللاعبين الذين سيخدمون الفريق من جانب العنصر المحلي.

وبعد الاستغناء عن خدمات الثنائي محمود كهربا وفهد الأنصاري تصدر نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لكرة القدم خميس الزهراني لملف اللاعبين المحليين الجدد حيث تم التعاقد مع لاعبين مثلا منتخبيهما الوطنيين وهما المدافع الاسترالي ماثيو جورمان ولاعب محور الارتكاز المغربي كريم الأحمدي.

وعوضا عن المصري كهربا في خانة الجناح تم التعاقد مع البرازيلي فالديفيا وتدعيما لخط الهجوم أبرمت تعاقدها مع المهاجم الصربي الكساندر بيزيتش ولاعب خط الوسط البرازيلي جوناس دي سوزا، وعلى صعيد اللاعبين المحليين تعاقدت مع المدافعين حسن معاذ وعبدالله الشمري إلى جانب لاعب المواليد جابر عيسى الذي يشغل خانة محور الارتكاز.

** المنافسة على البطولات

لا يزال الاتحاديون يتغنون بإنجازهم التاريخي الذي تحقق في موسمي 2004 و2005 الذي حفر في ذاكرة الرياضيين محليا وخليجيا وعربيا وآسيويا وحينها نال النادي الجداوي كأس أكبر وأقوى البطولات القارية المتمثل في دوري أبطال آسيا للأندية المحترفة في عهد الرئيس الأسبق منصور البلوي.

ففي عام 2004 كسب الاتحاديون نظيرهم سوينغنام اف سي الكوري في النهائي ليعودوا في العام الذي يليه لخطف الكأس الغالية مرة أخرى من أمام العين الإماراتي حينها سمي بنادي الوطن من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما أطلق على النادي التسعيني أيضا المونديالي.

وباتت العودة مجددا لتحقيق هذه الكأس مطلبا جماهيريا مرة أخرى بعد عودة الحياة للنادي من خلال التعاقدات المحلية والأجنبية المبرمة إلى جانب المنافسة على بطولة الدوري السعودي للمحترفين والذي غاب عنها تسعة أعوام حيث كان آخر لقب حققه في موسم 2009.

** تفتيت جبال الديون

كان لمكرمة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي تكفل بكافة ديون الأندية السعودية الخارجية الأثر الإيجابي على كافة الوسط الرياضي حيث أزاح هم جبال الديون المتراكمة والمتمثلة في حقوق العديد من اللاعبين والمدربين والتي تجاوزت مئات الملايين على خلفية 107 قضايا.

وكان دعم سموه سخيا للرياضة السعودية لبحث تطويرها وإنعاشها وإنقاذها من كارثة حقيقية كادت تطيح بها لولا تدخله بمبلغ مليار و227 مليون ريال لأندية الدوري السعودي للمحترفين ولأندية دوري الأمير محمد بن سلمان.

فقد حظيت أندية دوري المحترفين السعودي بمبلغ 375 مليون ريال، فيما كان نصيب أندية دوري الدرجة الأولى 110 ملايين ريال، ولم يقتصر اهتمام ولي العهد بالرياضة السعودية على كيانات الأندية فقد تجاوز ذلك إلى رابطة دوري المحترفين السعودي وذلك بدعم مالي بلغ 25 مليون ريال، أما لجنة الحكام فقد حصلت على 35 مليون ريال.

وكان الاتحاد من أبرز الأندية التي عانت من الديون المتراكمة مع توالي المواسم الرياضية.

** منشأة النادي

تعد منشأة نادي الاتحاد الأضعف والأقدم من بين منشآت الأندية الاخرى التي شهدت تشييد مبان إضافية وعمليات تطوير مستمرة كمنشآت أندية الأهلي والنصر والهلال والشباب فكان آخر المجددين الرئيس السابق منصور البلوي الذي أضاف متحفا للنادي وعيادة وقاعة فاخرة ومقرا للاعبي الفريق الأول ثم أحدث الرئيس الأسبق أنمار الحائلي بعض التجديدات في الموسم الماضي تمثلت في مقرات معسكرات فرق كرة القدم والبنية التحتية للكهرباء.

وإكمالا لهذه المسيرة يتابع الرئيس المكلف الحالي نواف المقيرن عددا من مشاريع الصيانة والتجديد في الملعب الرئيسي للنادي من حيث أرضية الملعب والمدرجات والمضمار والطرق الداخلية والمحيطة بالمقر إلى جانب عدد من الخطوات الأخرى المدرجة ضمن خطة تجديد المنشأة.

** البقاء للأقوى

يعد الموسم الرياضي المقبل تحديا في مسيرة اللاعبين المحليين في نادي الاتحاد إلى جانب كافة أندية الدوري السعودي للمحترفين بعد أن أتاح الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية تسجيل سبعة محترفين أجانب ولاعبين من مواليد المملكة حيث قام نادي الاتحاد على ضوء هذه الخطوة بتسريح 19 لاعبا محليا وأجنبيا إلى جانب لاعبي فريق درجة الأولمبي بعد أن تم إلغاء دوري الأمير فيصل بن فهد الخاص بهذه الفئة العمرية.

ويأمل القائمون على لعبة كرة القدم أن تعود هذه القرارات بالنفع على اللاعبين المحليين وتكوين نخبة من اللاعبين الوطنيين لخدمة الكرة السعودية من خلال مجاراتهم واحتكاكهم بالعديد من اللاعبين الأجانب أصحاب الإمكانيات الفنية العالية خاصة مع تزايد أعدادهم لكل ناد.

حيث سيمثل الاتحاد في الموسم المقبل من اللاعبين المحليين كل من عساف القرني وفواز القرني وراكان النجار وعمر المزيعل وأحمد عسيري وعبدالله الشمري وطارق عبدالله ومحمد ريمان وزياد المولد وعمار النجار وعمار الدحيم ومحمد قاسم وعبدالعزيز العرياني وخالد السميري وعبدالرحمن الغامدي وحسن معاذ وجمال باجندوح وفهد المولد وعون البيشي وأمين بخاري.

** الديون الخارجية

وأخيرا أنهى مجلس إدارة نادي اتحاد عددا من القضايا والديون الخارجية ضد النادي.

وأوضحت إدارة النادي أن هذا الملف كان الشغل الشاغل لهم حيث قامت الإدارة بزيارة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ووقفت على القضايا المتعثرة وتم الالتزام بمعالجتها.

وأشار البيان الذي نشره النادي إلى انه لن يتعرض لعقوبة جديدة.

وفي سياق متصل، أغلق فراس التركي، نائب رئيس مجلس الإدارة، آخر القضايا الخارجية الكبيرة والتي تمثلت في قضية المدرب الروماني فيكتور بيتوركا.

وأكد الاتحاد انه دخل في جولة جديدة من التسويات الفردية والجماعية لتسديد الديون الداخلية التي لا تقل صعوبة عن الخارجية والمرتبطة بتسجيل اللاعبين واستخراج الرخصة الآسيوية.