د.عبد الوهاب القحطاني

للبرامج التعليمية التبادلية الدولية فوائد كثيرة منها تنمية المهارات الثقافية والتواصلية وبناء الثقة في النفس والاعتماد على القدرات الذاتية للطلاب بعيداً عن مجتمعاتهم وبيئتهم المحلية وزيادة المعرفة العالمية بالتغيرات والتحديات في البيئات الأخرى. ومن هذه الفوائد ما هو شخصي ومنها ما هو تعليمي في المديين القريب والبعيد.

يستفيد الطلاب من البرنامج المعرفة اللغوية ومهارات التحليل للخروج بحلول مفيدة لما يواجهونه من مشاكل وتحديات في البيئات المختلفة عن بيئتهم الأم. واليوم اصبحت بيئة الاختلاف الثقافي مصدر قوة للشركات التي لديها رصيد من المعرفة بالثقافات العالمية أو ما يعرف بالتباين الثقافي العالمي في بيئة العمل Global Workforce Diversity. وهذا ما يضيف للطلاب المعرفة بأهمية التآزر والتكامل الثقافي والاندماج المحمود الذي يكسب الشركات قوة تنافسية في الأسواق العالمية. ويستطيع طلاب الجامعة الملتحقين بالبرنامج الاستفادة من نظرائهم الطلاب الاجانب في اكتساب المعرفة والمهارات ذات العلاقة بتخصصاتهم.

تعد تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من انجح التجارب في برنامج التعاوني الدولي Students Exchange Program الذي نفذته بالتعاون مع مجموعة منتقاة من الجامعات الامريكية والجامعات الدولية الأخرى المتميزة في التعليم والبحث العلمي والمسؤولية الاجتماعية. وقد كان لادارات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المتعاقبة دور رئيس في العديد من البرامج الناجحة منذ تأسيسها، خاصة الإدارة السابقة التي تشكل خلالها المجلس الاستشاري الدولي الذي ساهم في طرح افكار ناجحة تضمنت تطوير برنامج التبادل الطلابي الدولي بين الجامعة وبعض الجامعات الأمريكية والجامعات الدولية الرائدة والمتميزة، وذلك ليستطيع طلابنا الدراسة فيها لمدة فصل دراسي.

ومن الجامعات والمعاهد المشاركة في هذا البرنامج معهد ماسيتشيوسس للتكنولوجيا MIT ومعهد جوجيا للتكنولوجيا وجامعة تكساس الحكومية وجامعة فلوريدا الحكومية وجامعة شمال تكساس الحكومية وجامعة هيوستن وجامعة البرتا في كندا والمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا KAIST وجامعة اريزونا الحكومية وغيرها. وهناك الكثير مما لا يتسع المجال لسرده.

وتهدف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من برنامج التبادل الطلابي الدولي إلى اعداد خريجيها لسوق العمل المحلي والدولي من خلال تنمية مهاراتهم ومعرفتهم. ويعد تطوير واعداد القيادات المستقبلية من أبرز فوائد البرنامج في بيئات الاعمال العالمية. وبما أنني قريب من بعض الطلاب الذين التحقوا بالبرنامج فقد لمست تغيراً ايجابيا في أدائهم وتوجهاتهم.

ولنجاح البرنامج فإنه يتم اختيار الطلاب المشاركين في البرنامج حسب معايير موضوعية منها عدد الساعات التي انجزها الطالب في جامعة الملك فهد والمعدل التراكمي، وذلك حتى لا يواجه صعوبات تؤثر سلباً في تحصيله العلمي في الجامعة التي يرغب الالتحاق بها لمدة فصل دراسي.