عبداللطيف المحيسن، حمزة بوفهيد - الأحساء

أكد عدد من الأكاديميين والمثقفين في محافظة الأحساء أن صدور قرار لجنة التراث العالمي باليونسكو بتسجيل واحة الأحساء بقائمة التراث العالمي جاء نتيجة طبيعية لما حظيت وتحظى به المحافظة من دعم الدولة واهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- بتنفيذ مشاريع التنمية والتحديث العملاقة فيها، وقالوا إن ادراج «الواحة» على قائمة مِن أرفع القوائم التراثية العالمية يمثل إعادة رسم لصورة الحضارات القديمة كلها، ووضع المملكة في مكانها الطبيعي كأمٍّ حامية ونافذة مفتوحة وبوصلة هادية للعالم قديمًا وحديثًا، ويمثل دفعة قوية ووثبة كبيرة على طريق التنمية السياحية.

تطلعات القيادة

وقال رئيس المؤسسة العامة للري بالإنابة م. عبدالعزيز الرشود: إن المؤسسة العامة للري تسخر كافة إمكانياتها ومرافقها ومواقعها داخل الواحة الأحسائية لدعم هذا التسجيل العالمي المميز والهام على الصعيدين الإقليمي والدولي والذي يواكب تطلعات القيادة الرشيدة لرؤية 2030.

دور ريادي

وقال مدير عام جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء عبداللطيف الجعفري: إن تسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي في اليونسكو يعكس الدور الريادي الذي توليه حكومتنا الرشيدة للتراث في المملكة عامة والأحساء خاصة، وسيقود الأحساء إلى أن تكون وجهة سياحية عالمية، وبلا شك سيدفع ذلك عجلة التنمية والاقتصاد ودعم السياحة في المملكة؛ كونها تزخر بلوحات فنية امتازت بملامح العراقة والأصالة.

إرث تاريخي

وأشار رئيس نادي الأحساء الأدبي المكلف د. ظافر الشهري، إلى أن إدراج واحة الأحساء بقائمة التراث العالمي تأكيد على أن المملكة العربية السعودية هي بلد حاضن لحضارات إنسانية نشأت على أرض المملكة منذ عصور سحيقة، وأن هذه البلاد ليست مجرد صحراء وجبال وسواحل فقط وإنما هي موئل حضارات إنسانية قديمة تضرب في أعماق التاريخ البشري، وتسجيل الواحة في منظومة التراث العالمي جاء نتيجة طبيعية لما تكتنزه هذه المحافظة من إرث تاريخي وأدبي وثقافي وتراثي وعادات وتقاليد مجتمعية مؤثرة، فالأحساء موطن حضارة منذ القدم بحكم موقعها الجغرافي وبحكم ما حباها الله من مقومات الحياة المتمثّلة في المياه التي تقوم عليها حياة الإنسان، فهي واحة غناء منذ القدم، وفِي اعتقادي أن هذا الاختيار سيضيف لواحة الأحساء الكثير على المستوى السياحي وغير السياحي، فهي قابلة لنشاط سياحي كبير وعلى المستوى الثقافي سيعزز هذا الاختيار من دور المؤسسات الثقافية في المحافظة والاهتمام بثقافة وتراث الأحساء وتسويق هذا التراث على المستويين الداخلي والخارجي.

منطقة جذب

وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم، أن الاحساء واحة ضاربة في التاريخ تجمع جميع المواصفات من إرث تاريخي ثقافي وفني، وقفزت كمدينة كبيرة وأصبحت منطقة بالفعل تجذب السياح من المملكة ودول الخليح، وعمومًا الاحساء موقع تراثي مهم تعاقبت عليه العديد من الحضارات من آلاف السنين وهو يضيف للمملكة بعدًا ثقافيًا وفنيًا وتراثيًا، فهذه المملكة تحوي العديد من الموروثات في شتى الجوانب، ويحمل أهالي المنطقة الكثير من المسؤولية تجاه منطقتهم لتظهر هذه الواحة الجميلة الواعدة في أبهى صورة.

هوية ورؤية

ونوه عضو مجلس الادارة رئيس لجنة تسويق هوية الأحساء بغرفة الأحساء عماد الغدير، بأن تسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو يعني الكثير من الاهتمام العالمي لجغرافيا وتاريخ هذا الجزء الغالي من مملكتنا الحبيبة، وهو يتطلب دراسة الفرص واستثمار الأفكار المجدية وما أكثرها في الأحساء، والحقيقة أن الغرفة ومن واقع تمثيلها لقطاع الأعمال شاركت في عدة ملفات مهمة للأحساء ومنها تسجيل واحة الاحساء كموقع تراث عالمي، وقامت بإنشاء لجنة لتسويق هوية الاحساء رؤيتها ان تكون راسخة وجاذبة ومستدامة.

عجائب الدنيا

وأشارت عضو المجلس البلدي بالأحساء سناء الحمام، إلى أن الاحساء كانت ومازالت من أزهى مناطق الجزيرة العربية حضارة وأخصبها أرضًا وأغزرها مياها، وهي واحة التمور والعيون المائية وتنمو فيها أكثر من مليون ونصف المليون نخلة، وتعد أكبر واحة نخيل في العالم، ما يجعلها تنافس بقوة بين مواقع عالمية للفوز بمسابقة عجائب الدنيا السبع، كل ذلك جعل لها مكانة مهمة.

وذكرت المهتمة بالتراث نورا بنت عبدالرحمن بودي ان اختيار الاحساء ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو فرصة لتعريف العالم بحضارة الاحساء التي تمتد إلى أكثر من سبعة آلاف سنة، وستعود بالنفع على المنطقة من الناحية التسويقية والاجتماعية والسياحية.

وضع «الواحة» على قائمة التراث العالمي يؤكد أنها نافذة مفتوحة على العالم

تسجيل الواحة في منظومة التراث العالمي جاء نتيجة طبيعية لما تكتنزه هذه المحافظة من إرث تاريخي وأدبي وثقافي وتراثي وعادات وتقاليد مجتمعية مؤثرة