صالح بن حنيتم

يوم 10/10 تاريخ انتظره العالم طويلا وليس فقط المرأة السعودية؛ لأهمية القرار، وسرعان ما أصبح من الماضي، كما مرت على من كان قبلنا تواريخ وأحداث كبرى، كتاريخ السماح للبنات بالتعليم في المملكة حيث أصبح تاريخا خلده التاريخ.

كانت الاستعدادات لتفعيل القرار على مستوى الحدث، شاهدنا العديد من المعارض وتم عقد الورش والمحاضرات، وتم إنشاء مدارس لتعليم القيادة للنساء على طراز عالمي، وفيما يخص التدريب فقد قام كل من إدارة المرور وشركة نجم وغيرهم بتدريب محققات نساء للتعامل مع الحوادث ليعملن في إدارات المرور وشركة نجم، ومع بداية تفعيل قرار السماح كان تعامل رجال المرور احترافيا، حيث قاموا بتوزيع الورود على السائقات عند الإشارات مع أول يوم للسماح لهن بالقيادة، وهذه لمسة تحسب لإدارات المرور.

مع الدقائق الأولى للسماح، شاهدنا العجب!! والسؤال، لماذا كل هذا الهوس والحرص على أن يكون لبعض السيدات قصب السبق في عبور الجسر مثلا، أو دخول بعض الخليجيات إلى المملكة وأعتقد أن هناك من ستحرص على أن تكون أول من يغير زيت أو تغيير كفرات (بنشر) وتستمر سلسلة (متلازمة - أول - من)، وهذا ما يعرف بالتميز السلبي تميز شكليات، كتميز في لون أو في رقم لوحة وغيره، عرف عن المرأة حرصها وتفوقها على الرجل في البحث عن الجودة والدقة والاتقان فيما تعمل وهذه حقيقة علمية وليست عاطفة، نتمنى أن يقود هذا الحرص الأنثوي الى اتقان مروري من خلال تطبيق جميع الأنظمة المرورية من تقيد بالسرعة المحددة والبعد عن استخدام الجوال اثناء القيادة والتقيد بربط حزام الأمان وامر كل من معها في السيارة بربطه قبل ان تنطلق، على ان تواصل المرأة تميزها في رفع وعيها المروري، وسوف يقودها هذا السلوك الوقائي والمعرفي الى خلق الفرق على الطريق، ومن وجهة نظري سيكون حافزا إيجابيا للشباب للمنافسة على التقيد بالسلامة المرورية، خاصة عندما يشاهد الشباب الفرق بين من سجلاته عبارة عن مخالفات ومن سجلها نظيف سواء في الأسرة الواحدة وعلى مستوى المجتمع.

في مقال سابق، ذكرت أن عيون العالم ومحطاته التلفزيونية والإذاعية ستتجه نحو السعودية في تاريخ 10/10، وهذا أمر طبيعي لما للمملكة من ثقل سياسي واقتصادي وكذلك لأهمية القرار، وفعلا كان هناك العديد من اللقاءات منها مقابلة سمو الأميرة ريما بنت بندر مع مذيعة CNN كريستيان امانبور ِAmanpour، ولقد أجادت الأميرة في الحديث حول موضوع قرار السماح للمرأة بالقيادة، والعديد من المواضيع الأخرى، ومن يرغب مشاهدتها، يجدها على اليوتيوب.

عزيزتي قائدة المركبة!، لا أريد تخويفك، هل تعلمين أننا نفقد أكثر من 9000 نفس سنويا نتيجة للحوادث المرورية، وأننا في المنطقة الشرقية بفضل الله ثم بفضل لجنة السلامة المرورية استطعنا أن نخفض الحوادث الجسيمة في السنوات الخمس الماضية في المنطقة الشرقية بنسبة 41%، نتمنى بوجودك مع الوعي والضبط المروري المساهمة في تخفيض هذا العدد المهول من الضحايا في طول البلاد وعرضها.