متابعة - علي السلمي

شقت طريقها إلى مراحل خروج المغلوب في كأس العالم بشق الأنفس

ربما شقت الارجنتين طريقها الى مراحل خروج المغلوب في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بشق الأنفس امس الاول الثلاثاء لكن القليل هو الذي يرجح ان بوسع بطلة العالم مرتين الذهاب بعيدا في نسخة روسيا 2018.

ولم يمنح الاداء الحماسي لليونيل ميسي، في الشوط الأول على الأقل خلال اللقاء، الذي اقيم في سان بطرسبرج وانتهى بفوز الارجنتين 2-1 على نيجيريا لتنهي في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة، الجماهير الكبيرة التي سافرت لمساندة الفريق في روسيا الكثير من الأسباب للشعور بالثقة.

وبدلا من ذلك، فإن الحشد الضخم من المشجعين الارجنتينيين، الذين حضروا في استاد سان بطرسبرج وكانوا الأكثر عددا في المدرجات، سيشعرون في الاغلب بارتياح كبير دون ان يطلقوا العنان لمشاعر التفاؤل.

وكانت التغييرات، التي تم إدخالها على تشكيلة الارجنتين في المباراة الاخيرة بدور المجموعات تهدف لتعزيز قوة ميسي، حيث تمت اعادة انخيل دي ماريا وجونزالو هيجوين للتشكيلة الأساسية ليلعبا الى جواره ضمن طريقة اللعب المفضلة 4-3-3، التي كانت تهدف لابعاد اشباح العرض الهزيل الذي قدمه الفريق في مباراته السابقة بالمجموعة، التي انتهت بهزيمة مذلة صفر-3 أمام كرواتيا في نيجني نوفجورود الاسبوع الماضي بعد أداء خططي ضعيف للغاية من الارجنتين وحالة من عدم التركيز التام لميسي.

ودفع المدرب خورخي سامباولي، الذي تعرض لانتقادات شديدة، باللاعب إيفر بانيجا لزيادة قوة خط الوسط والعمل على ارسال التمريرات، التي يمكن ان يستغلها ميسي وهو ما اتضح تأثيره بعد وقت قصير من بداية المباراة.

وبينما جاء هدف ميسي في الدقيقة 14 وفقا لسيناريو وضع بإحكام ليضع الارجنتين في طريقها نحو فوز كانت تحتاجه للعبور لدور 16، تراجع اداء الفريق بشكل كبير مع بداية الشوط الثاني لتبدو بعدها الارجنتين كما لو انها ستقدم على المخاطرة بكل شيء.

وبدت ان حماقة خافيير ماسكيرانو الكبير في السن، الذي كان يفقد الكرة بشكل مستمر قبل ان يتسبب في ركلة جزاء لا داعي لها ليسمح لنيجيريا بالتعادل، قد قرعت ناقوس الخطر بالنسبة للارجنتين.

وكان بالامكان احتساب ركلة جزاء ثانية للفريق الافريقي بسبب لمسة يد من ماركوس روخو اثناء ارتقائه عاليا ليبعد الكرة برأسه قبل ان تصطدم بذراعه لكن وبعد التشاور مع حكم الفيديو المساعد قرر حكم اللقاء عدم احتسابها.

وسجل روخو بطريقة رائعة اثر هجمة قبل النهاية بقليل لينتزع الفوز لفريقه ويضرب موعدا مع فرنسا متصدرة المجموعة الثالثة في دور 16 في كازان يوم السبت المقبل في أولى مباريات الدور الثاني بالبطولة.

ولن يتبقى سوى القليل من الوقت أمام الارجنتين للتخلص من الانطباع السائد بوجود الكثير من اليأس في ادائها، واذا ارادت ان تشق طريقها الى النهائي ثانية كما فعلت قبل اربع سنوات، فإنها ستحتاج للمحات مميزة من الاداء الفردي اكثر من المجهود الجماعي للوصول الى ابعد مدى.