عمر المطيري - جدة

استعدادات وقائية مبكرة لمواجهة مرض حلم الغبار

تهدد رياح البوارح المحمّلة بالغبار، والتي تهب على

المنطقة الشرقية بالتأثير سلبًا على محاصيل التمور وغيرها من المحاصيل الزراعية، وتعريضها لمرض «حلم الغبار»، رغم الإجراءات الوقائية التي يعمد لها المزارعون، خاصة أن رياح البوارح تستمر لقرابة عشرة أيام على الأقل، ناهيك عن موسم الرطوبة الذي يستمر عادة على مدى شهرين.

ويؤكد المستشار الزراعي د. خالد الفهيد أن التقلبات الجوية الحادة سواء كانت عواصف ترابية أو صقيعًا أو درجات حرارية لها تأثير على المزروعات خاصة من الخضار والفاكهة، مما يتطلب أهمية مراعاة ذلك من المزارعين بإقامة مصدات الرياح، واختيار أنظمة الري المناسبة، واستخدام الأنظمة الزراعية التي تقلل من أثر تلك التقلبات مثل البيوت المحمية، وأهمية مراعاة توقيت الزراعة المناسبة التي تساهم في تجنب تلك التقلبات، ومتابعة ما يصدر من الجهات الرسمية حول أوقات حدوث مثل هذه الظروف الجوية، أما ما يتعلق بحلم الغبار فقد يتسبب بخسائر في المحصول تصل إلى نسبة 100% إذا لم يتم علاجه في وقت مبكّر، وحلم الغبار هو الغبير أو أبو غبار أو أبو عفار أو غبير ثمار النخيل، ويظهر نتيجة إصابة الثمار بنوع خاص من أنواع الحلم، ويصيب الثمار مبكرًا من خلال تغذيته بامتصاص العصارة وتحوّل القشرة إلى الحالة الخشنة ذات اللون المبيض أو المحمر، وأطلق عليه بالغبير؛ نتيجة أن الحلم ينسج حوله وحول الثمار نسيجًا عنكبوتيًا تلتصق عليه حبات التراب مظهرة المظهر المغبّر وتلاحظ الإصابة واضحة في هذه الحالة.

من جانبه، قال الخبير الزراعي بالمنطقة الشرقية مهند الصنابر، إن الفترة التي تمر بها المنطقة الشرقية من عواصف البوارح يمكن أن تكبّد المزارعين خسائر كبيرة، رغم الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة في عملية الإرشاد للمزارعين، مشيرًا إلى أن ارتفاع الحرارة يساعد في سرعة نضوج التمور بالمنطقة، ومن المتوقع أن تنتهي موجة عواصف البوارح خلال عشرة أيام قادمة، مما يتطلب من المزارعين مواجهة مرض حلم الغبار الذي يصيب التمور ويفسدها ما لم تتم معالجته، واتباع الإرشادات الزراعية التي تقدّمها وزارة الزراعة للمزارعين، وأشار إلى أن الخضراوات المزروعة في بيوت محمية يمكن سلامتها من العواصف الترابية التي تنقلها البوارح، ولكن المشكلة هي المرحلة القادمة وهي مرحلة الرطوبة التي لها تأثير على البيوت المحمية الصحراوية، والتي تنتج عنها فطريات تصيب الخضراوات بسبب تشبع البيوت المحمية بالرطوبة.

يُذكر أن رياح البوارح تثير الغبار وهي تعتبر عاصفة صيفية تتعرض لها المنطقة الشرقية والبحرين والكويت حسبما ذكر أستاذ المناخ المشارك في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم د. عبد الله المسند، الذي يؤكد أن رياح البوارح عاصفة غبارية صيفية تتأثر بها المنطقة الشرقية، والكويت، والبحرين، وتصل سرعتها إلى 70 كيلو مترًا في الساعة، مؤكدًا أن رياح البوارح تنشأ نتيجة فروق الضغط الجوي الكبيرة بين شرق الجزيرة العربية وغربها في الفترة ما بين آيار «مايو» وتموز «يوليو»؛ إذ يسيطر منخفض جوي على القسم الشرقي من الجزيرة العربية، في حين يسيطر مرتفع جوي على شرق البحر المتوسط؛ ما يعمل على تدفق الرياح في شكل كبير خصوصًا مع ساعات الظهيرة والعصر، على أن تهدأ الرياح نسبيًا مع ساعات الليل، وتتسبب سرعة العاصفة في تجمّع الكثبان الرملية على الطرق بالمنطقة الشرقية.