بدر الصقري – موسكو

المنتخبات العربية تعاني مجددا بخروج السعودية ومصر والمغرب.. و تونس الأمل الاخير

شهد اليوم السابع من كأس العالم لكرة القدم، خروج ثلاثة منتخبات عربية من الدور الأول هي السعودية والمغرب ومصر، حيث خرجت الأولى بهدف من لويس سواريز لصالح الأوروجواي، بينما تكفل البرتغالي كريستيانو رونالدو بإخراج المغرب بهدف واحد أيضا. ونالت مصر هزيمة ثقيلة قوامها 1-3 أمام روسيا.

وعانت المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في كأس العالم من نتائج سيئة، وكان ثلاثة منها، المغرب، ومصر، والسعودية أول الراحلين عن المونديال بينما ستخوض تونس مواجهة صعبة اليوم السبت أمام بلجيكا في الجولة الثانية ضمن مباريات المجموعة السابعة على ملعب سبارتاك في موسكو، وتتطلع نسور قرطاج للظهور بشكل أكثر قوة وصرامة دفاعيا أمام الفريق البلجيكي الحصان الأسود للبطولة والذي حقق فوزا سهلا في سوتشي يوم الاثنين الماضي على حساب بنما.

ويأمل المنتخب السعودي في التعويض في كأس آسيا لكرة القدم العام المقبل بعدما أظهر علامات على التطور خلال الخسارة 1-صفر أمام الأوروجواي رغم الوداع المبكر لكأس العالم.

وخسر الأخضر 5-صفر أمام روسيا في المباراة الافتتاحية ضمن المجموعة الأولى قبل أن يتسبب خطأ من الحارس محمد العويس في فوز أوروجواي وصعودها إلى دور الستة عشر بينما ودع الصقور الخضر البطولة.

ورغم ذلك ظهر المنتخب السعودي بشكل أفضل واستحوذ على الكرة معظم فترات المباراة التي أقيمت في ملعب روستوف أرينا.

ورغم الاستحواذ الجيد على الكرة لم يشكل الأخضر أي خطورة على مرمى أوروجواي وسدد ثلاث مرات فقط على المرمى خلال مباراتين في روسيا.

واستحوذ المنتخب السعودي على الكرة كثيرا وفرض أسلوبه وانتشر لاعبوه بشكل جيد في الملعب. لكن منيت شباكه بهدف من هجمة عشوائية ولم يملك الأخضر الأسلحة الكافية لمحاولة إدراك التعادل.

وتمثل الفعالية شيئا مهما سيسعى الأخضر لتطويره بشكل كبير للاستعداد لخوض نهائيات كأس آسيا مطلع العام المقبل في الإمارات لكن على الأقل مواجهة أوروجواي أظهرت الفريق بشكل جيد يدعو للفخر.

حظ عاثر

ومثلما تلقى الهزيمة في مباراته الافتتاحية أمام المنتخب الإيراني صفر / 1، أهدر المنتخب المغربي العديد من الفرص أمام المنتخب البرتغالي، بطل أوروبا، وخسر صفر/1 بهدف مبكر سجله كريستيانو رونالدو من ضربة رأسية، ليتأكد عدم تأهل المنتخب المغربي لدور الستة عشر، ويخوض مباراته الأخيرة أمام إسبانيا كتحصيل حاصل.

آمال كبيرة كانت تعقدها الجماهير المغربية والعربية على أسود الأطلس للتأهل على الأقل إلى الدور الـ 16، نظرا لأن توليفة المغرب تضم نجوما ومواهب من العيار الثقيل، ومحترفين في كبرى الأندية الأوروبية.

المنتخب المغربي عانى من سوء الحظ أمام إيران بعدما أهدر عددا من الفرص التهديفية التي لا يمكن لأي فريق أن يتحملها في بطولة كأس عالم متوازنة وكاد ينهي المباراة بالتعادل السلبي لكنه تلقى صدمة قوية في اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للمباراة، عندما حسمت لصالح المنتخب الإيراني بهدف النيران الصديقة الذي سجله المغربي عزيز بوحدوز بالخطأ في مرمى منتخب بلاده.

المنتخب المغربي أبدى إصرارا واضحا على استعادة التوازن والتعويض في مباراته الثانية، رغم صعوبة المهمة أمام البرتغال. ووجد نفسه يصطدم مرة أخرى بالحظ العثر، بعدما أهدر العديد من الفرص مرة اخرى ليودع البطولة بهزيمته الثانية.

ويعود المنتخب المغربي للمشاركة في المونديال للمرة الأولى منذ عشرين عاما.

في المقابل تأكد مصير المنتخب المصري بعدما يقرب من يوم كامل عقب خسارتهم مباراتهم الثانية في المجموعة الأولى أمام المنتخب الروسي 1 / 3، وذلك بعدما تغلب منتخب أوروجواي على نظيره السعودي بهدف نظيف ليضمن منتخب الأورجواي التأهل لدور الستة عشر مع منتخب البلد المضيف، بعد أن ودع أيضا المنتخب السعودي البطولة.

وبكى بعض اللاعبين ولكنهم حصلوا على دعم كبير من مشجعيهم في ملعب لوجنيكي بالعاصمة موسكو.

وبعد الهزيمة أمام روسيا، وضياع أمل التأهل للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ الفراعنة، انهالت الانتقادات الحادة على المنتخب المصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسادت حالة من التخوف لدى الجماهير المصرية على مصير الفراعنة في المونديال قبل مواجهة روسيا، بعدما شاهدوا حالة الزحام الشديد في مقر المنتخب المصري.

وأثارت زيارة وفد من مشاهير مصر، المنتخب في الفندق الذي يقيم به لغطا واسعا على الساحة المصرية، وكانت هذه الزيارة قبل لقاء المنتخب أمام روسيا والذي انتهى بخسارة المصريين وهو ما عزز الشكوك في قدرة القائمين على الكرة في مصر على الإعداد المحترف لأهم بطولة كروية على مستوى العالم.

وتعالت الأصوات المصرية المنادية صراحة بإقالة مدرب المنتخب الأرجنتيني هيكتور كوبر، كما اتهم أعضاء المنتخب بوضع مصالحهم الشخصية فوق مصالح الفريق.

الشائعات لاحقت المنتخب المصري أيضا عقب الخسارة أمام روسيا، حيث تردد وجود خلافات داخل الفريق، بعد التصريحات التي نسبت للاعب ليفربول محمد صلاح بأنه يرفض لعب المباراة الأخيرة أمام السعودية، والشائعات التي أثيرت حول وقوع مشادة بين عصام الحضري، حارس الفراعنة وأحمد ناجي مدرب حراس المرمى.

بينما أكد إيهاب لهيطة مدير المنتخب المصري أن الحضري بالتأكيد شعر بالحزن لعدم مشاركته في أول مباراتين للفراعنة في ظل سعيه بأن يصبح اللاعب الأكبر سنا الذي يشارك في كأس العالم في سن الخامسة والأربعين، ولكنه نفى حدوث أي مشكلة بينه وبين ناجي.

وكان صلاح ورفاقه قد تأهل بالمنتخب المصري للمشاركة في المونديال للمرة الأولى منذ 28 عاما.

وشاء قدر المنتخب التونسي أن يخوض مواجهته المرتقبة مع نظيره البلجيكي اليوم «السبت» في الجولة الثانية ضمن المجموعة السادسة تحت ضغوط كبيرة أهمها أنه المنتخب العربي الوحيد الذي ما زال يحتفظ بأمل التأهل إلى الدور الثاني بعد إخفاقات «مصر والمغرب والسعودية» لكن مهمة «نسور قرطاج» لن تكون سهلة إذ سيصطدم بمنتخب قوي مرشح بقوة للفوز بلقب مونديال روسيا في ظل النتائج السيئة للمنتخبات الكبيرة والتي كان آخرها الأرجنتين.

تونس التي تشارك في بطولة كأس العالم للمرة الخامسة لم تبلغ الدور الثاني وتأمل اليوم في خطف نقطة ثم النقاط الثلاث في مباراتها القادمة أمام بنما من أجل تحقيق هذا الحلم الغائب، وكان المنتخب التونسي خسر بصعوبة في مستهل مشواره في مونديال روسيا أمام نظيره الإنجليزي (1-2) وقدم لاعبوه مستوى فنيا جيدا، وسيعاني المدير الفني لتونس نبيل معلول لغياب الحارس الأساسي معز حسن الذي تسببت إصابته بخلع في الكتف في مواجهة إنجلترا في حرمانه من استكمال كأس العالم لكن تزخر صفوف المنتخب التونسي بلاعبين مميزين أهمهم علي معلول والفرجاني ساسي ونعيم السليتي ووهبي الخزري.

وستكون هناك ضغوط كبيرة على منتخب تونس في مباراتها بالجولة الثانية من المونديال إذا أرادت أن تبتعد عن مصير السعودية والمغرب ومصر.

المونديال الروسي أبرز مشاكل المنتخبات العربية التي تعاني من العقم الهجومي، ووجدت المنتخبات العربية نفسها عاجزة عن اختراق دفاع المنافسين والوصول الى المرمى لهز شباكهم، حيث اكتفت بتسجيل هدفين فقط حتى الآن.

وجاء هدفي العرب في النسخة الحالية عن طريق منتخبي مصر وتونس، من ركلتي جزاء، بينما لم يتمكن المنتخب السعودي وكذلك المغربي من تسجيل اهداف.

ويأمل المشجعون العرب، في أن تتحرك الآلة الهجومية للمنتخبات فيما تبقى من مشوارها في المونديال.

العقم الهجومي لم يكن السلبية الوحيدة في صفوف المنتخبات العربية، بل ظهرت بدفاع مفكك واستقبلت شباكها 14 هدفا ستة اهداف من نصيب الاخضر واربعة في شباك مصر واثنان لكل من المغرب وتونس.