عيسى الجوكم

لم ينجح أحد، عنوان جيد للمنتخبات العربية المشاركة في المونديال الحالي، فقد عجزت المنتخبات الأربعة السعودية ومصر والمغرب وتونس عن تحقيق فوز واحد، وخرجت بهزائم في الجولة الأولى.

المنتخبات العربية بصراحة هي الحلقة الأضعف في التظاهرة العالمية إلا ما ندر، بل في بعض الأحيان تكون استراحة دائمة للمنتخبات الكبيرة.

ما يلاحظ في هذا المونديال أن الكرة العربية سجلت حضورا ضعيفا، واصبحت مصر اول دولة تودع البطولة بعد هزيميتن.

كرتنا العربية تعيش في مأزق كبير، فهي تملك مواهب كثيرة ومعظم دولها تملك المال، لكنها تعيش حالة كساد وركود في كرة القدم.

وإذا قارنا منتخباتها التي وطأت أقدامها المونديال قديما وحديثا مع منتخبات فقيرة في أمريكا اللاتينية والقارة السمراء في المستوى والنتائج والحضور والنجوم، نجد أن الفقر توهج كثيرا، والثراء تأخر كثيرا، ولكل قاعدة شواذ.

المال ليس كل شيء في صناعة كرة القدم، والإمكانات تساعد، لكنها لا تنبت مواهب في أرض قاحلة، والتاريخ يعزز هذه النظرية التي باتت تؤرق حتى المنتخبات المنضبطة تكتيكيا، والثرية ماديا.

فالمواهب في أمريكا اللاتينية -رغم الفوضى التي تعيشها دولها، وفقر شعوبها، وعدم انضباطهم داخل المستطيل الأخضر- بدأت تتصدر المشهد.

ولو رجعنا بذاكرتنا إلى الوراء نجد حتى المنتخبات الثرية في أوروبا أصل مواهبهم ينحدر من القارة السمراء، والأمثلة كثيرة وقائمة الأسماء طويلة.

أعود لاتحادات الكرة العربية التي وقفت عاجزة عبر تاريخها عن تفريخ النجوم على المستوى العالمي إلا في حالات نادرة، وصمتت عن الكلام كثيرا في التظاهرات الكروية العالمية.

والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه المقارنات.. ما الذي ينقص العرب لتتواجد منتخباتها بقوة في المونديال، ولا تكون ضيف شرف، ومحطة استراحة للأخرين؟!

نحن لا نطالب بأن نكون البرازيل أو ألمانيا أو اسبانيا أو الارجنتين لكننا نطالب بأن نكون مثل السنغال او اوروجواي أو غيرهما من المنتحبات التي تقدم كرة قدم حقيقية.

الكرة العربية تحتاج لانتفاضة حقيقية، وتحتاج لثقافة أكبر من ثقافة نهاية المشوار بالوصول لنهائيات كأس العالم والتمثيل المشرف.

في أوروبا ساهم نجوم أفريقيا في رفعة اسم منتخباتهم، وحاليا يحتاج العرب لفتح هذا الباب على مصراعيه بدلا من تركه مواربا، وأعني الاحتراف الحقيقي والكامل حتى نصل الى ما وصلوا اليه، وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه.