الوكالات - الحديدة، عدن

غارات التحالف ترجح كفة الشرعية في معركة الحديدة وتضيق الخناق على الانقلابيين

قال وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني أمس: إن التسليم للشرعية وللوطن ليس استسلامًا، في الوقت الذي كثف فيه التحالف العربي بقيادة المملكة من غاراته المباشرة والمحددة على تحصينات لميليشيات الحوثي المدعومة من ملالي إيران داخل مطار مدينة الحديدة، تزامنا مع تضييق قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة المشتركة الخناق على الانقلابيين داخله، ضاربة حولهم ما يشبه الكماشة.

غارات التحالف

وسيطرت المقاومة المشتركة على الجهتين الغربية والجنوبية وجزء من الجهة الشرقية من المطار، فيما شنت مقاتلات التحالف خلال ساعات فجر الأحد، غارات على تعزيزات ميليشيات الحوثي في محيط وداخل المطار، لمساندة قوات الشرعية للسيطرة عليه بشكل كامل، ومن ثم الاتجاه نحو ميناء الحُديدة.

ونفذت طائرات التحالف ضربات جوية مباشرة ومحددة الهدف على تجمعات وتحصينات وكلاء نظام إيران داخل مطار الحديدة.

يذكر أنه بعد معارك عنيفة اقتحمت القوات اليمنية المشتركة، بإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن، حرم المطار، ونجحت في فرض سيطرتها النارية قبل بدء عمليات تطهير المناطق المحررة من جيوب ميليشيات الحوثي وإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات.

معركة المطار

وتعتمد قوات المقاومة اليمنية المشتركة في معركة المطار، إستراتيجية قائمة على حصار المتمردين المتمركزين حاليا داخله من عدة جهات، وقطع طرق الإمداد التي يمكن أن تطيل أمد الاشتباكات.

وتتجه قوات الشرعية بخطى متسارعة وثابتة نحو الطريق بين مطار الحديدة ومينائها، المنفذ البحري الأهم بالنسبة للميليشيات المتمردة في اليمن؛ لقطع أي فرص لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، إضافة لتحرير العمل الإنساني من قبضتهم. ويأتي هذا التكتيك وسط مساع حثيثة للمقاومة من أجل السيطرة على مطار وميناء المدينة، أهم منشأتين في الحديدة، علما بأن المسافة بينهما تبلغ نحو 10 كيلومترات.

إحكام الحصار

ومن جهة أخرى، تقصف طائرات تحالف دعم الشرعية أهدافا حوثية داخل المطار، كما عملت على إحكام الحصار عليهم بقصف الطريق الواصل إلى الكيلو 16، بهدف قطع الطريق الواصل بين الحديدة من جهة، وصنعاء وتعز من جهة أخرى.

ولم يعد أمام الميليشيات الحوثية إلا المحور الشمالي للمطار، الذي يتحصنون باتجاهه في محاولة أخيرة منهم للبقاء، في ظل الانتصارات المتتالية المترافقة مع تقدم قوات المقاومة اليمنية. وتتواصل الاشتباكات بين القوات المشتركة والحوثيين على الطريق الجنوبي للمطار الممتد لجولة المطاحن، وسط سماع دوي أصوات المدفعية والقصف وقذائف الهاون مع تقدم القوات المشتركة باتجاه دوار المطاحن.

تحركات الميليشيات

وتشير مصادر ميدانية إلى تحصن الحوثيين في مبان داخل المطار، خاصة من الجهة الشمالية، فيما تراقب مروحيات التحالف تحركات الميليشيات داخل المطار وخارجه لمعرفة أماكن تمركزهم. ويؤكد خبراء عسكريون أن الحصار المطبق على الحوثيين من جانب المقاومة وقوات التحالف سيدفعهم للاستسلام، خاصة في ظل انقطاع كل طرق الإمداد من صنعاء وغيرها من مناطق يسيطرون عليها.

وبإكمال السيطرة الكاملة على مطار الحديدة تكون المقاومة قد حققت تقدما مهما باتجاه الأطراف الجنوبية من المدينة، وهو ما يمهد الطريق إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي ومنه إلى قلب المدينة، وحينها يكون الحوثيون قد خسروا جولة جديدة من جولات الحرب تضاف إلى خسائرهم السابقة.

نصر للسلام

وفي السياق، قال وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، في تغريدة على «تويتر»: إن خروج الحوثيين من الحديدة هو نصر للسلام والأمن في اليمن، ومدخلٌ لإنهاء مأساة اليمنيين التي بدأت بانقلاب 21 سبتمبر 2014. وأضاف اليماني: إن نجح المبعوث الأممي في تنفيذ مبادرة الحديدة ستتواصل الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وحينها سيتسع الوطن لليمنيين جميعاً.

وعلى صعيد تعز، أحرز الجيش اليمني، تقدماً ميدانياً جديداً في معركته ضد ‏ميليشيات الحوثي الإيرانية غربي المحافظة.‏

ووفقاً لـ«سبتمر نت»، أكدت مصادر أن قوات الجيش التابعة للواء ‏‏17 مشاة سيطرت على مواقع دار قاسم وعسيلة والنوبة وعلى أجزاء ‏كبيرة من قرية الحجر بجبهة العبدلة بمديرية مقبنة.‏ وأفادت المصادر بأن قوات الجيش أسرت ثلاثة من الميليشيا الحوثية، واستعادت كميات من الأسلحة والذخائر، مشيرة إلى أن الفرق الهندسية نزعت 15 لغماً أرضياً ‏زرعها الانقلابيون في المناطق التي حررت.‏

تسليم الحديدة

في غضون هذا، اشترط المستشار في الرئاسة اليمنية، ووزير الخارجية السابق، عبدالملك المخلافي، الأحد، تسليم مسلحي ميليشيا أنصار الله الحوثية السلاح، لتحقيق السلام في البلاد.

وعلى «تويتر» غرد المخلافي قائلا: إن إعادة السلام إلى اليمن، هو الهدف الذي لا يجب الحياد عنه، وأن طريق ذلك هو استعادة الدولة وجعل السلاح بيدها وحدها وحل الميليشيا.

وتابع المخلافي: سيقدم المبعوث الأممي، مارتن غريفيث خطته للسلام إلى مجلس الأمن، وسيكون متسرعا إن لم يأخذ بعين الاعتبار تقدم القوات الحكومية في الساحل الغربي، ويحصل على التزامات واضحة من الحوثي، بشأن إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح والإفراج الفوري غير المشروط عن كافة المختطفين، وفقا لقرارات مجلس الأمن والمواثيق الدولية.

ويوم أمس الأول، وصل غريفيث إلى العاصمة صنعاء، للقاء قادة ميليشيا الانقلاب، من أجل التباحث حول انسحابهم سلميا من الحديدة ومينائها، لتجنيبها القتال والدمار.