بقلم - عيسى الجوكم

لم يعد خافيا على كل الشعوب العربية الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة الإرهابية وما تبثه من سموم؛ لتنفيذ مخططات نظام الحمدين. فالقناة تثبت يوما تلو الآخر قذارتها على الساحتين العربية والعالمية من خلال ألاعيبها وصفقاتها المشبوهة، واستضافتها بصفة دورية للخونة والعملاء والملاحقين جنائيا في أوطانهم والمتهمين بالإرهاب.

وفي إطار ذلك أسست الجزيرة عدة قنوات رياضية لدس السم في العسل، لكن هيهات كل الحيل باتت مكشوفة لدى المشجع السعودي والعربي، فلجأ نظام الحمدين لحيلة جديدة بتغيير جلد قنوات الجزيرة وتحويل اسمها إلى قنوات بي إن سبورت، حتى لا يلتصق اسمها بقنوات الجزيرة التي أصبح دورها مكشوفا للجميع عالميا وعربيا.

حيل الجزيرة ودورها المكشوف والمفضوح بدعمها للإرهاب لم تنطل على أصغر المشاهدين، حتى مع تغيير جلدها فسمعتها سبقتها بتمويل الإرهابيين لتنفيذ سياستها العدائية تجاه الدول العربية.

1- شهد شاهد من أهلها

محمد سعدون الكواري الإعلامي الرياضي القطري خلال استضافته في برنامج لقاء الجمعة مع المذيع عبدالله المديفر، وفي رده على أسباب تغيير قناة الجزيرة الرياضية إلى قنوات بي ان سبورت وتغير لونها من البرتقالي إلى البنفسجي، أجاب إجابة ليس بها لبس أو غموض، وفضح الدور الذي يقومون به، عندما قال إن من أهم أسباب تغيير اسم القناة الرياضية هو وجود مشاكل لدى أصحاب القرار في تنفيذ خطة التوسع للشبكة على مستوى العالم، فوجود اسم الجزيرة كان يسبب الكثير من المشاكل، فعندما نذهب الى فرنسا او الى أمريكا ينظر للجزيرة على أنها قناة تدعم الإرهاب، وينظر اليها على أنها اسم مخيف، وصاحبة أجندات سياسية تسعى لتنفيذها من الباب الخلفي، وهو الباب الرياضي، وبالتالي كانت هناك مشاكل كبيرة تواجهنا لإنشاء قنوات على مستوى اوروبا وامريكا، وعلى مستوى الحصول على بطولات حصرية داخل اوروبا وداخل امريكا، لذلك تم تغيير جلد القناة واطلاق اسم جديد حتى نتخلص من تهمة الإرهاب الملتصقة بقناة الجزيرة، فتم تغيير الاسم للفصل بين القنوات الرياضية والإخبارية.

2 - انقلب السحر على الساحر

في حقيقة الأمر، لم يتم الفصل فعليا وإن كان تم ظاهريا، فلم تعد قنوات بي ان سبورت تدخر جهدا لخلط السياسة بالرياضية فهي تسعى لتحقيق مكاسب سياسية عبر المستطيل الأخضر. فالجزيرة الإرهابية وتنظيم الحمدين الداعم للإرهاب يستخدمون قناة بي ان سبورت كذراع رئيسية في الحشد والاستقطاب لتنفيذ تلك المخططات والتحريض على تنفيذها على نطاقات واسعة، لكن انقلب السحر على الساحر فالجمهور أصبح لديه من الوعي ما يكشف به مخططات الدمار وما شاهدناه من الجمهور السعودي والعربي المتواجد حاليا في روسيا، الذين يرددون هتافات ضد قنوات بي ان سبورت؛ بسبب تخبطاتها السياسية، واحتكارها للمنافسات الرياضية وحرمان تلك الجماهير من متابعة فرقها ومنتخباتها ما هو إلا أكبر دليل على ذلك.

3- زاد الشر

قناة بي ان سبورت هي نفسها قناة الجزيرة الحاضنة والداعمة للإرهاب فالاسم تغير لكن بقى المضمون كما هو بدون أي تغير، بل زاد الشر والحقد والكراهية.

لا أدري كيف خطر على بال مسئولي تلك القناة «البغيضة» أن حيلهم ستنطلي علينا كمشاهدين، وأنهم قادرون على إلحاق الضرر بنا، صحيح أن مقدرتهم على إلحاق الضرر بالشعوب تتجاوز قدرة من يقتلون الأبرياء من دون تمييز، لأنها تسعى إلى إضفاء شرعية على مجرمين أنذال، فتشجيع الإرهاب على مواصلة مجازره هو جريمة ضد الإنسانية ينبغي أن يرد عليها كل المجتمع الدولي.

4 - غباء سياسي

إبعاد السياسة عن الرياضة وعدم الخلط بينهما يأتي في صدارة أولويات الفيفا، فالفيفا حريص كل الحرص على عدم التدخل الحكومي في كرة القدم، والدولة التي يثبت تدخل حكومتها في كرة القدم، يكون التجميد هو عقوبتها المنتظرة، وقبل يوم واحد على انطلاق نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكره للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الفصل بين الرياضة والسياسة، وعدم استغلال كأس العالم لأسباب سياسية وقال بوتين خلال اجتماع الجمعية العمومية للفيفا في موسكو وهو يقف بجوار كأس العالم «أرغب في التأكيد على التزام الفيفا بالفصل بين الرياضة والسياسة». لكن مسئولي قنوات بي ان سبورت وما يتمتعون به من غباء سياسي، لم يستوعبوا الرسالة السامية للرياضة وهي التقريب بين الشعوب، وليس كما تقوم به تلك القنوات زرع الفتن والتفريق بين الشعوب، فلا بد ان يكون هناك تحركات تجاه تلك القنوات لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم لإلحاق العقوبات بها وعدم استغلال المناسبات الرياضية لتحقيق مكاسب سياسية.

5 - الاستعانة بالمرتزقة والحاقدين

قنوات بي ان سبورت لم تترك مرتزقة ولا شامتين ولا حتى حاقدين إلا واستعانت بهم للإساءة للسعودية، ولكن على الباغي دائما تدور الدوائر، وينقلب السحر على الساحر، فبانت الشماتة وظهر المرتزقة من جحورهم لانتهاز واستغلال فرصة خسارة المنتخب السعودي في كأس العالم ليتربحوا من ورائها، فالإرهابي علاء صادق، نفث عن سمومه كالحية مهاجما السعودية، والشماتة تظهر من بين شدقيه، بتحريض من الإرهابي هشام الخلصي، الذي استغل خسارة الأخضر أسوأ استغلال لبث سمومه الفكرية عبر الأثير، هو ومن معه أمثال طارق ذياب وجمال سطيفي وفتحي المولدي فكلهم مرتزقة ومعروفون لدى الشارع السعودي.

6 - أصحاب الضمائر الحية

أصحاب الضمائر الحية والأصوات الحرة من الخليجيين ممن لم يعجبهم تسييس الرياضة والاستعانة بالمرتزقة للإساءة للسعوديين، وقفوا بالمرصاد لمن سولت لهم أنفسهم التطاول علينا بدون أية أسباب، واستغلوا كأس العالم لتحقيق أرباح سياسية.

الكويتي مبارك الدوسري صب غضبه على كل المرتزقة ممن هاجموا المنتخب السعودي والمسؤولين السعوديين، كما صب غضبه على من تحدثوا على لاعبي الأخضر بكلام جارح لا يليق، بعيدا عن النقد الموضوعي وبالحد المسموح به، ووصفهم بالمتسلقين والمأجورين، فهؤلاء ليس لهم تقدير لدينا.

7 - موقف عربي موحد

بعد الهجوم الضاري والشرس من الجمهور السعودي على قنوات بي ان سبورت وما تعرضت له من هجوم حاد من الخليجيين والعرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أعتقد أن المسؤولين عن تلك القنوات أصبحوا مقتنعين بأن استخدام مونديال روسيا بالدعاية السلبية ضد السعودية، كان اقتراحا غبيا، دفع المواطنين السعوديين إلى اتخاذ موقف عدائي منها، حتى الجمهور التونسي والأجنبي كان لهم نفس الموقف وهتفوا ضدها على الهواء في إشارة لرفضهم لتسييس الرياضة، فالجماهير هتفت ضد مذيعي قناة المرتزقة بي ان القطرية، وحيت قناة الشعوب الحرة وتردد «بي أوت».

8 - وضع لا تحسد عليه

بكل الأحوال لن تعود القناة القطرية كما كانت، وهذه حقيقة لا يمكن أن يتجاهلها أي شخص، فالقنوات ليس لها أي رصيد يذكر في أية عاصمة عربية، وزاد الكره لها بعد الهتافات العدائية ضدها وضد مذيعيها في أي مكان يتواجدون به في روسيا، فلن تعود كالسابق ولن يمر شعارها لدينا مجددا بعدما انكشف ما انكشف من أمرها وسقط قناعها وظهر وجهها الحقيقي، وأصبحت في وضع لا تحسد عليه.